أعترف أني تأخرت في الكتابة عن كل منهما بعد وفاتهما الأول الاستاذ الكبير عبد الله عبد الجبار .. مرة كنت في جدة بصحبة أخي العزيز الغائب عن ساحة الكتابة علوي الصافي "أبوصافي" وقد زرنا الاستاذ محمد حسن عواد بحثاً عن مادة لمجلتنا . فقال لنا لماذا لا تبحثون عن الاستاذ عبد الله عبد الجبار ليكون ناقدا على صفحات مجلتكم بالإضافة الى الناقد المشاغب مسمار.. ولم يعرف أن مسمار هو الاخ علوي الصافي.. وبحثت عن الاستاذ عبد الله عبد الجبار وكانت معرفة غير متواصلة - رحمه الله - فقد كان انساناً جاداً في حياته الاجتماعية والفكرية. والثاني هو أخي العمدة محمد صادق دياب فقد جمعتنا مهنة الصحافة خاصة بعد أن عمل في أكثر من مجلة، فكان يتصل بي واتصل به في أي مكان أكون أو يكون فيه. وتتالت الأيام معه ولمعرفة متواصلة .. ولعل آخر اتصال لي معه يوم أن كان في لندن على فراش المرض ووعدني عند عودته أن يزور الاحبة في الرياض.. وقال مهز القهوة العربية والتمر وهو صديق وزميل مثقف يتسم برهافة الحس وعفة اللسان، وهو مطلع بشكل دائم على كل جديد وكان اثناء عمله في لندن يرسل لي كل جديد في عالم الثقافة ويتمنى أن يتحقق لبلادنا كل سبيل للتقدم والرقي .. وكنت ايضا ارسل تحياتي له عن طريق شقيقه الاستاذ أحمد صادق دياب وهو زميل صحافة وإعلام .. كما أنه زميل اليوم في العمل الرسمي الرياضي والشبابي.. رحم الله الاخ محمد عاشق التراث وعاشق الثقافة. وفي النهاية دائماً نسأل أنفسنا لماذا لا نكتب عن مبدعينا إلا بعد وفاتهم، هل هي الدنيا التي شغلتنا وجعلتنا في هذا السبات الغير متعمد .. والله الهادي.