بدأ عرض الأنوار الراقصة التي تتغير ألوانها بين فترة وأخرى بأشكال جميلة من على مبنى برج القاهرة الدولي الشاهق، بدا الأسف الشديد على قائد الرحلة خاصة بعد أن أبدينا إعجابنا بهذا البرج الذي يعد من ناطحات سحاب مصر ومعالمها الشهيرة، قال بحسرة:" لقد بيع البرج! لم يعد يُنسب لمصر لقد اشتراه أحد الأثرياء العرب" كانت نبراته حزينة وأخذ يعرض أسعار التذاكر التي ارتفعت أثمانها من جنيهات قليلة كانت في متناول الجميع، إلى أرقام يصعب على غالبية الشعب المصري صاحب أرض مصر دفعها للتمتع بصعود البرج والاستمتاع بمشاهدت القاهرة ونجومها من على علو شاهق ليدرك بعض ما في هذا الكون من جمال يفوق الوصف بمناظير برج مصر الشهير التي تنتظر من يتفقد الفضاء وكل ما تطوله عيناه من معالم مصر ، فللأسف لم يعد ذلك في متناول الجميع، كم من الناس عاد أدراجه وأسرته متألماً بعدما عجز عن إفساد ميزانية الأسرة بدفع تلك الرسوم للتمتع بالمناظر الخلابة والترفيه عن نفسه !! أخذ يشرح لنا كيف بيعت كل فنادق الخمسة نجوم في القاهرة رغم أن أساساتها مغروزة في أرض مصر، وكيف كان بنك مصر على وشك أن يباع ولكن الله سلم بعدما اعترض المصريون اعتراضاً شديداً، ومن العجيب كذلك ما كان سوف يحدث لمجمع التحرير ببيعه والذي يتضمن جميع وزارات البلد، ولم يخف عن العيون ما كان يحدث من تصفيته للمكاتب والمكيفات وغيرها حتى تم اكتشاف المخطط الغريب العجيب المريب خاصة عندما بدأ أغلب الموظفين بترك أماكنهم لإخلائه انصياعاً للأوامر! شيء عجيب ومحزن مصر وصدق الممثل العبقري يوسف وهبي حين قال: ما الدنيا إلا مسرح كبير وها هي مصر مسرح الأحداث في هذا الزمان كانت تباع معالمها ؟ لقد سجل التاريخ محاولة بيع الحضارة التي تشهد لها آلاف السنين بأهراماتها وأبو الهول والأقصر وأسوان ونهر النيل وكثير من معالمها وحضاراتها وتاريخها وآثارها المبهرة لكنها مصر المحروسة اصبروا يا شعب مصر وحافظوا عليها وساعدوا على نهضة مصر جديدة لتنعموا على أرضها وتستمتعوا بخيرها وعراقة تاريخها اصبروا واستمروا في الحفاظ على ترابها فهي "مصر"! حماها الله وحمى كل الوطن العربي من الدسائس والحُساد. [email protected]