يطل برج القاهرة كزهرة فرعونية أسطورية على جزيرة الزمالك في حلة جديدة ليحكي للعاصمة المصرية من أعلى مكان فيها واحدة من أعظم قصص الكرامة في العصر الحديث. صممه المهندس اللبناني نعوم شبيب، ويعد أعلى برج سياحي في العالم مشيد بالأسمنت. ويعتبر تحفة معمارية بناها المصريون على شكل زهرة اللوتس الفرعونية الأصل رمزاً لحضارتهم التي هي محط أنظار سياح العالم. يتكون البرج من 61 طابقاً ويقف على قاعدة من أحجار الغرانيت الأسواني التي سبق أن استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم. وفي هذه الأيام نلاحظ تزايد أعداد الزوار الذين يذهبون إلى البرج للصعود إلى سطحه الذي يطل على القاهرة بأكملها، خصوصاً السياح العرب الذين يتكثف توافدهم إلى مصر في هذه الأيام. وتستغرق الرحلة داخل مصعد البرج للوصول إلى قمته 45 ثانية، لتشاهد عندما تقف على القمة بانوراما كاملة للقاهرة والأهرامات ومبنى التلفزيون وأبي الهول والنيل وقلعة صلاح الدين والأزهر. فمن أعلاه سترى العاصمة المصرية من أدناها إلى أقصاها، معالمها الشهيرة، نيلها الخالد، أهراماتها الشامخة، بناياتها الأثرية، وغير ذلك مما ستجده مختلفاً عما تشاهده من أي مكان آخر. ففي وسط جزيرة الزمالك يقف برج القاهرة شامخاً على ضفاف النيل، شاهداً على تاريخ العاصمة المصرية منذ عام 1961. ويمكن للأسرة العربية أن تتناول غداءها في أحد مطاعم البرج، ففي الطابق 14 وعلى ارتفاع 160 متراً يوجد المطعم الدائري الذي يدور حول نقطة ارتكاز لتشاهد القاهرة مع عائلتك في ذلك المطعم الذي يضم 19 منضدة تتسع كل منها لخمسة أفراد. أيضاً يوجد في الطابق 15 كافيتيريا علوية تستطيع أن تحتسي فيها المرطبات وأن تستمتع برؤية القاهرة من علٍ. ويذكر أن برج القاهرة تم تشييده في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقدرت كلفته بنحو 6 ملايين جنيه مصري. وكانت الولاياتالمتحدة قدمت المبلغ إلى مصر بهدف التأثير على موقفها المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي. وعن هذا يقول المؤرخ العسكري جمال حماد انه عندما تم بناء البرج كان له إسمان، فالأميركيون أطلقوا عليه لقب «شوكة عبد الناصر»، بينما سماه المصريون «وقف روزفلت». ويذكر أن بناء البرج استغرق 5 سنوات. وها هو اليوم يرتدي حلته الجديدة بعد تزويده بأحدث النظم ورفع كفاءته من الناحية الإنشائية وإضافة أجهزة تليسكوب حديثة لمشاهدة معالم القاهرة عن قرب وإضافة كافيتيريا ومطاعم مع توفير طاقم للعمل على أعلى مستوى من الخدمة. كما تم رفع القدرة الاستيعابية للبرج لتصل إلى 350 فرداً بعد أن كان لا يسع إلا 140 فرداً فقط. وزود بطلمبات مياه جديدة وتم تحسين أداء شبكة الصرف والكهرباء وإدخال نظم إطفاء ومراقبة وإنذار حديثة لتأمين سلامته. وفي ظل هذا التطوير ارتفع سعر التذكرة من 2 إلى20 جنيهاً للمصريين و65 للأجانب. وقال مدير برج القاهرة محمد حنفي ل «الحياة» إن البرج شهد تطويراً ملموساً من خلال الإضافات المتميزة مما يسهم في خدمة حركة السياحة وإحياء هذا الصرح التاريخي الكبير الذي شيد عام 1961 بارتفاع 187 متراً ويعلو الهرم الأكبر بمقدار 50 متراً. ومن جهته قال المهندس الاستشاري المسؤول عن تطوير البرج أيمن هيكل إن خطة التطوير استغرقت 4 سنوات نظراً الى صعوبة التعامل مع مبنى ضخم في شكله غير المألوف. وكان المخطط الرئيسي للتطوير محاولة التوفيق بين التحديث والحفاظ على التراث الأصيل للبرج. ولفت إلى أن التطوير شمل أساسيات المبنى حيث تم تحديث أنظمة الكهرباء وإدخال أنظمة جديدة لإطفاء الحريق بالإضافة إلى نظام إنذار حديث هو عبارة عن شبكة متابعة توجه العاملين لكيفية التعامل والجمهور في حال حدوث أي خطر بالإضافة لكاميرات مراقبة لتأمين سلامة البرج. وأشار إلى إضافة صالة متعددة الأغراض لكبار الزوار بنظام (vip) تصلح لإقامة مؤتمرات ومعارض وحفلات، كما تم إقامة مطعم جديد في الطابق الستين على ارتفاع 120 متراً.