التصارع الأممي حتم على المجتمعات وجوب التكتل وهو الديدن الحديث الذي رأى فيه عقلاء تلك الأقوام الخلاص من التشرذم.. هو فعلاً قانون عشوائي سنته المطامع الاستعمارية فبدلاً من أن يكون الخصم الاستعماري واحداً تشتت المطالب بين دول عديدة وهو دس قديم، وحتى لا نغرق فى حبائل أعداء الله الشائكة نعود للتكتل العربي فهو وبكل صراحة لم يحقق المطلوب منه من خلال الجامعة العربية وأصبحت القضية المهمة في جعبة الجامعة لا نظير لها من حيث الجدل العقيم ومضى العرب يناشدون العالم عبر ترابط مهلهل لايسمن ولايغني من جوع وجاء الفكر الخليجي ليكون له الصوت المدوي في جميع أرجاء المعمورة وظن المتراجعون من العرب وبعض دول الغرب البغيض أن هذا الصوت سوف يقلق مضاجعهم ومضى كل في طريق لإعلان الحرابة ومن هنا جاء الإدراك الخليجي ليزداد تلاحماً وقوة وهو مانبذر بذوره على أرض خصبة. لايعيب دول الخليج حكومات وشعوباً النقد البناء الهادف ممن يريدون الخير لشعوب الأرض قاطبة ولو كان العكس في هذا المسلك صحيحاً لوجدنا الوزن اللفظي لخليجنا يدور حول نفسه.. نعم لا يختلف اثنان على الانجازات الجبارة التي حققها الخليج في جميع الميادين ما نفذ منها وماهو تحت التنفيذ وكنا نعيب في أي خصلة يتخذها المجلس الخليجي منذ التأسيس ألا وهي عدم السرعة في تنفيذ بعض القرارات حتى دراستها الدراسة الوافية لاختلاف الطبقات بين شعوب تلك الدول حتى أدركنا أن التطبيق كانت نتائجه ملموسة نحو الإيجاب وبهذه العجالة الطفيفة التي أدركنا من خلالها المبدأ ندخل إلى نقاش المزيد من النتائج المعملية التي يأمل المواطن الخليجي أن يراها ماثلة على ارض الواقع لأن من لطف الله علينا أن جعل جميع ثوابتنا لا تختلف كثيراً عن بعضها وان كنت أرشح أن يكون التطبيق اقتداء بالمملكة العربية السعودية لا لميزة بارزة سوى أن المملكة العربية السعودية وجود الحرمين الشريفين على أراضيها واعتدال حكمها نحو الصراط المستقيم جعلها ولله الحمد تنهج المسلك القويم في جميع أمورها وهذا لم يأت من فراغ بل أتى من أولئك الرجال الأخيار وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله الذين هيأهم الله لها حتى أصبحت هذه البلاد رائدة في كل شيء وندع الموازين القسط تتكلم عنها. الحديث عن الأمن الداخلي والدفاع الخارجي لدول الخليج حديث له جذور راسخة كان من ألمع بوادرها تلك الخبرات العريقة التي جعلت الجاني أو العدو الخارجي يحسب لها ألف حساب قبل أن يقدم على الجريمة على أرضها وهناك حادثتان أثبتتا صدق مانقول الأولى : أن الموساد الصهيوني انكشف حال قيامه بجريمة قتل المناضل الفلسطيني المبحوح على ارض الإمارات وتمت تعريته اى الموساد وفضحه أمام العالم اجمع والثانية تلاحم دول الخليج مع البحرين بدرع الجزيرة الذي حرر الكويت سابقاً وهو الدرس الذي لايزال قائماً على ارض الواقع ليشاهده المتربصون الطامعون ويعودوا أدراج رياحهم لأن الريح الدفاعية الخليجية لا قبل لهم بها حتى أن المتفيقهين منهم يقولون هي قوة يحتاج الإعداد لها ونقول أمامهم عقود طويلة حتى يبلغوا مستواها وهذا ليس غروراً أو مبالغة لأن ساستنا لم يعودونا على ذلك فالمعلومة التي تردنا منهم لازيغ فيها ولا إسفاف. نعود للعقال في القضية من حيث التوسع الاقليمى وترابط الأهداف وقد نختلف في الشق الأول من تلك التوجهات لأن الآمال تحدونا أن تتفلسف النواميس المؤسسة للتكتلات في بوتقة فروع الحياة وخاصة الأساسية مثل توحيد العملة والهوية اي الوطنية والاهتمام البالغ بالقوى الدفاعية الداخلية والخارجية وبمعنى أدق الأمن الداخلي والخارجي وعندما أتطرق إلى العملة اقصد تفتيت الاقتصاد من المجزأ إلى الكل مع الاحتفاظ بالحصص الأصولية والأنشطة المميزة لتعطي مجالا للتنافس بعيدا عن الفدرالية وقريباً إلى الرأس مالية لأن هذا السلوك مع الأسف سبقنا إليه الدول التي تقدمت علينا بمراحل عديدة وهي الآن تصوغه كإجراء جماعي بعد أن انتزعوه من عقيدتنا الإسلامية انتزاعاً إلا أن منهجنا الأساس علمنا أن لا نبكي على الأطلال فنحن من خيرة الأمم ويشهد على هذه التزكية الربانية العلماء الذين طوروا مسروقاتنا الحضارية وعايشناها بتكاليف باهظة... ألايحق لنا بعد هذا التردي وبعد أن هيأ الله لنا هذا التكاتف الفريد أن تكون لنا صولة وجولة في غابات الوجود الحالي من خلال خليجنا العظيم وتوحده الكبير.. من اجل هذا حق لي أن اسأل عن معطيات الأعوام التي مضت والآتية ليقول القائل بعدها ارفع رأسك أنت خليجي.. المدينةالمنورة - ص.ب 2949 Madenah-monawara.com