انني شديد العطف على شباب العصر بعد ان تكاثرت عليهم صنوف المغريات والملهيات واصبح الطريق اليها سهلا وميسورا ولا يتطلب سوى تحريك الفارة او الضغط على الريموت كونترول.واستطيع القول بأن شبابنا السعودي اليوم افضل من جيلي الذي عاصرته او على الاصح افضل مني شخصيا فقد كثر بينهم حفاظ القرآن وزوار المساجد ولم نتعرض مثلهم لامتحانات عاطفية قاسية حيث لم يتوفر في شبابنا من المغريات الا مجلتا الموعد والشبكة من لبنان وهي مجلات محتشمة بمقياس اليوم ومع ذلك كان يمكن لصورة محتشمة بالاسود والابيض لمطربة لبنان هيام يونس أن تفعل فينا الافاعيل. اما شباب اليوم فما ان يدخل احدهم الانترنت حتى تقابله الصور الانثوية المغرية واذا دخلوا البقالات والمكتبات حاصرتهم المجلات النسائية بصور الانوثة والاغراء .ولا املك الا الاعجاب والتقدير لطلاب الطب والهندسة على الخصوص الذين رأيتهم منكبين على الدراسة والتحصيل ليلا ونهارا لا يلتفتون لمغريات ولا ملهيات كما سعدت بوصول عدد الدارسين السعوديين بجامعة كمبردج العريقة لستة عشر طالبا. ويتعرض شبابنا السعودي اليوم بالاضافة لما ذكرناه لهجمات شرسة ومتكررة من تجار المخدرات الذين لم نعرفهم في زماننا ولولا توفيق الله ثم استبسال رجال الجمارك وضباط حرس الحدود لاصبح الحال اخطر مما هو عليه عشرات المرات. وفي شبابنا السعودي كفاءات متنوعة فقد تفوق شاب سعودي نحيف الجسم قصير القامة على قبضايات الشام وفتوات مصر في برنامج اختبار التحمل وتفوق صوت الحكمي في مسابقة ستوديو الفن على كل الاصوات العربية الجميلة وفاز شباب سعوديون في مسابقات ستار اكاديمي وتميزوا على شباب العرب بأخلاقهم وتدينهم وشهامتهم وقد انقذ شبابنا السعودي المئات في كوارث السيول بالمملكة وسبح شاب سعودي بامريكا في مياه متجمدة وعواصف عاتية وانقذ طفلا امريكيا ثم فقد حياته في محاولة انقاذ شخص آخر وليتنا ننشر قصته في جميع صحف العالم ليعرف العالم حقيقة شبابنا السعودي .كما خلع احد الشباب السعوديين بمعرض اكسبوا شنغهاي شماغه وحمى به طفلا صينيا من لفح الشمس فاكبره الصينيون ونسجوا له وشاحا من الحرير سلموه للسفارة السعودية. وشبابنا السعودي ينبض بالحيوية وحب الحياة وفيهم كفاءات علمية ورياضية وفنية عديدة وبإمكاننا اكتشاف مواهب شبابنا وابعادهم عن الانترنت والفضائيات والكوفي شوبس بالاكثار من الانشطة الرياضية والفنية والعلمية وعلينا تشجيع الشباب على الزواج المبكر ولا يجوز ان تحرم العائلات القادرة ابناءها من الزواج المبكر بحجة اكمال الدراسة لأن ذلك يحرمهم من الاستقرار العاطفي وانعدامه هو اكبر مايعيق الدراسة وعلى شباب الاسر القادرة ان يصروا على طلب الزواج اثناء الدراسة لأن فترة الدراسة هي فترة الاستمتاع بمباهج الحياة الزوجية حيث تترك المصاريف والمسؤليات على الاهل بحجة انشغال الابناء المتزوجين بالدراسة .علينا ان نهتم بشبابنا لانهم بذرة طيبة تحتاج لمزيد من العناية والاهتمام.