أظن أننا لسنا بحاجة إلى مقدمات وتمهيدات لهذا الموضوع، لأنه وباختصار صار أمرًا مؤرقًا لمن يتحدث عنه! فالمحاكم الشرعية لا تسمح، والشرطة لا تسمح، والأحوال المدنية لا تسمح، والإمارة جهة تنفيذية، لها تحفظات، ولديها استثناءات. لكن الواقع المشاهد اليوم، وفي عصر التقنيات، يحتاج إلى معرفة الحلول الواضحة والمشرّفة والمعلنة للجميع، بل والميسرة بأسهل الطرق وأسرعها، بما يتوافق مع روح الشريعة، وواقع متغيرات العصر. نحن اليوم أمام أزمة تزويج تفتك بالمجتمع، فالمطالب ثقيلة، والمغريات كبيرة، والسياحة الخارجية للشباب ميسَّرة، والملهيات في ذات الفنادق التي يسكنون، وعند خروجهم من باب المطار، وأثناء ركوبهم أول تاكسي!! إذا كنا لا نزال نتحدث عن المشكلات بعد الزواج من غير السعودية، والآثار السلبية التي حصلت لدى الكثير من العوائل، فما الجواب عن أعداد الأسر المطلقة من عوائل سعودية 100%، بعد (المِلْكة) وفي السنة الأولى من الزواج، والأرقام الرسمية تدعو للذهول!! ومهما حرصت الجهات الاجتماعية على التوعية والتحذير فالواقع في أسوأ أحواله! هل نظن أنَّ العلاج في عدم تصديع رؤوس السفارات جراء المخاصمة، والمشكلات الزوجية المتوقعة من زواج السعودي بغير السعودية، أو العكس؟ أم هل الحل في تضييق الخناق على مَن فكَّر، وقدَّر، ودبَّر، وقرَّر، وفعل فعلته؟! إنه كما يقول المفكرون (لا توجد حلول كاملة في بيئة غير كاملة)، ولذا فليس منطقيًّا ألاّ يعرف مَن أراد التيسير على نفسه بالحلال، والبُعد عن فوضى النفس، ومغريات العصر، أي خطوات رسمية سهلة ومنطقية ليتزوج. وإذا كنا نقرأ كتب الأدب جيدًا فدوننا مئات القصص عن عشاق الحب الذين لا يفكرون بالقوانين، ولا (شخاميط) الأوراق، و(المرمطة) هنا، وهنا، وهناك!! إنهم باختصار سيفعلون فعلتهم، ويتزوجون بالحلال، ويأتون بأزواجهم إلى البلد تحت أي غطاء، وعندما تبدأ المطالب الاجتماعية، والمستلزمات الحياتية، سيضيع وقت الجميع في المساءلة والمتابعة، ويهدر العمر، وتستنزف الطاقات والعلاقات، لحل الأزمة. ونحن في غنىً عن كل هذا، بل وفي غنىً عن أمر أصبح فعله اليوم من أيسر ما يمكن بعيدًا عن الشروط والقيود والمحترزات. لقد شفعت شخصيًّا للعشرات من هؤلاء، وبعض شفاعاتي لم أُسأل فيها عن فلان أو فلانة، لأنهم دخلوا في دائرة طبيعية من المطالب، اللهم إلاّ أن شفاعتي اختصرت الوقت، وأعطت اهتمامًا! فلماذا لا يكون هناك نظام ميسر، والجواب عليه مبسط، والتحاكم لقوانين إنسانية، والتقليل من المشكلات ما أمكن، ومراعاة العصر ومتطلباته، وتحمل المسؤولية من الجميع؟ أنا شخصيًّا أدعو لاختيار البنات من داخل البلد، فهم الأولى والأقرب فهمًا، والأدعى لحفظ المجتمع. ولكن مع هذا فالحب ليس له حدود ولا قيود، إلاّ ما جاء في الشرع. وحملة واحدة آمنة وساترة داخل المجتمع السعودي ستظهر (قفشات) لا مثيل لها، و(مغامرات عاطفية) لا تصدقها لا الاستخبارات، ولا عوائل المتزوجين أنفسهم!! وكل أيام المتزوجين في عسل أصلي لا مقلد!!