عندما تزدحم الصدور بالحب.. والأشواق.. والمشاعر..وعندما يضج القلب بالهتاف والمعاني.. والكلمات.. لا يقدر الإنسان على البوح.. فيصمت ليقول الصمت أحلى كلام!! والصمت في واحة الحب.. أجمل من كل كلام فالإيماءات.. واللفتات.. والعيون تقول أشهى كلام.. والشاعر يقول: لما التقينا والدموع مواجم خرست وطرفي بالهوى يتكلم هذا الصمت الحافل بكل هذا البوح.. ما سره.. ما حدوده.. ما هي معطياته.. وحتى نجد الجواب استضفنا اليوم -الصمت- وتحديدا الصمت الجميل ليحكي لنا حكاية مع المحبين وعشاق الحسن والبهاء.. *قلنا: في ساحة الحب متى تظهر؟! ** قال: لحظة أن يعجز الإنسان في التعبير عن مشاعره.. وأحاسيسه وهتاف قلبه.. أجيئ أنا.. فأكون ولا أحد سواي من يقدر على أن يغوص في الأعماق ويأتي بأحلى كلام.. * قلنا: وكيف تقدر أن تكون البوح المفهوم؟! ** قال: أنا أكثر وضوحاً من بوح الكلمات.. أنا أستخدم اللفتة.. والآهة.. والاتكاءة.. والعيون.. والأنفاس حتى أكون البوح المفهوم.. *قلنا: وهل تنجح؟! ** قال: بالتأكيد أكثر مما ينجح بوح الكلمات.. فالكلمات يصل نوحها الآذان.. لكن بوحي أنا يصل إلى القلوب مباشرة فاتوسدها.. وأهمى عليها بالمطر.. والحلوى..!! *قلنا: ومتى ينتهي دورك؟! ** قال: أبداً لا ينتهي دوري.. فكلما توحد الإنسان مع الإنسان.. فإنه يصل للحظة لا يقدر أن يقول فيها شيئا.. فيصمت!! * قلنا: لكن نفرض أن الإنسان لم يصمت وقال كل شيء؟! ** قال: عندها لا يكون الإنسان محباً حقيقياً.. بل يكون ممثلاً.. أو مخدوعاً.. فحين يحب الإنسان بصدق.. لا بد أن يصمت عندما تنمو المشاعر على ساعديه فلا تجد كلماته طريقها إلى الأسماع! *قلنا: ومتى تكون أفضل.. وأشهى؟! ** قال: كما كان الحب صادقاً.. وعميقاً.. وقادراً على الزلزال.. عندها أحمل معي ملايين المعاني.. وأكون مثل الجمرة التي تزيدها العاصفة اشتعالاً. *قلنا: ومتى تبدو حزيناً.. وغاضبا؟! ** قال: عندما يكذب أحد الاثنين على الآخر.. عندما تبدأ مسرحية الخداع المرير للإنسان الطيب. * قلت: وهل تصمت أنت أيضاً أيها الصمت أحياناً؟! ** قال: ربما يحدث هذا بشكل أو بآخر يحل الزيف فأفقد صوابي.. وروائي.. وقدرتي.. وأتحول الى صمت باهت لا يعني إلا الألم.. ولا أقول إلا الخواء!! * قلنا: وهل هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها لنفسك بالكلام أيها الصمت؟! ** قال: نعم.. وربما تكون الأخيرة.. وقد فعلت هذا احتراماً واعجاباً للكلمة وللنغم.. * قلنا: شكراً أيها الصمت. ** قال: كما قلت لكم ربما إلى لا لقاء!! معنى دائماً نحتاج الى المزيد من الرضا حتى نبلغ مرحلة الصمود أمام عواصف النوى.. والجفاف!! قنديل عندما نتوحد مع اشيائنا الغالية.. نكون القادرين على أن نزرع الحب دون أدنى شعور بالتعب.. هتاف الأماني تظل قادرة على حملنا على الصبر.. والتماسك.. فهي اطلالة النور في ليل الضنا!! في الصميم أنت تحلم.. اذن انت موجود!! تأتلقين بين نبضي.. ونبضي!! ** أنتِ أبداً في صدري تأتلقين بين نبضي ونبضي.. وتنزرعين بين كفي.. وكفي.. ما رأيتك إلا وأغمضت عيني حتى أراك أكثر!! ** ظللت النداء المزدحم بالأمل.. واقتربت مني فازداد عطشي.. ولهبي.. واصبح الجفاف كل مواسمي!! ** منذ أن سكنت جوانحي والدنيا حبة مثل عينيك.. صافية.. نقية.. مثل لونك.. زاهية مثل عطرك.. وأنفاسك!! ** لا تقلقي.. من هذه المشاوير الطويلة.. ولا من هذا الصبر.. ولا من هذه المسافات.. تأكدي بأن كل الطرق تؤدي الى توحدنا!! ** مضت سنين طويلة.. ظل حلمنا واحداً.. وخفقنا واحد.. كنا نعيش بقلب واحد.. ونبتسم بشفة واحدة.. مازادتنا الايام الا إدماناً للوفاء!! ** كل يوم.. أقرأ عليكِ كلماتي.. أشعر بأني أرحل الى دواخلكِ مثل ما يفعل الدم.. ومثل ما تكون الامنيات!! ** شموعك.. ذكرتني بلحظة أن اضأنا جوانحنا.. ثم طرنا سوياً الى النجوم.. تلك التي غضبت من حسنكِ وهو يضوي!! ** كلما تلفتُ.. طلع وجهك في كل الأشياء.. صدقيني.. نسيت كل الأشياء وبقيت أنتِ!! ** لا تخافي.. ولا تغاري.. ولا تقلقي.. وتعالي اسكبي صوتك في اصغائي!! ** علميني كيف اشتاق أكثر.. كيف أغرق أكثر.. ودعيني أركض في فضاءاتك أبداً..!! للصمت تنصاع الحروف قال الشاعر: برد الوداع.. نار وجمر واليد تعجز لا تمر ليه الفراق ليه السوالف تندفن ما أقدر أبوح للصمت تنصاع الحروف بكلمة قهر.. بكلمة وداع يبقى الأمل في ليلة فراق في ليلة مساء!!