نتواصل . . حباً . . وتلاقياً . . وأشواقاً . . يتحول الحلم إلى عصفور جميل يقف على اكتافنا . . يغني . . ويهمي على أسماعنا بأحلى الشجو والألحان أبداًويصبح الفرح مهرجاناً . .نمنحه الحضور الأجمل . . والبوح الأغلى . . ويكون الحياة الحافلة وفجأة . . يتوقف كل شيء . . وتصاب كل الأشياء بالجفاف . . ويصبح العطش هو السائد الوحيد !! إنه - الفراق - الذي يأتي فجأة فيلتهم الهناءة . . ويطفئ الابتسامات لتصبح الدموع هي السائدة . . هذا - الفراق - لماذا . . ربما نسأل كيف؟ ! وربما نقول له : لا !! وفي كل الأحوال فاننا نكره هذا المذاق الذي يأخذ منا أغلى الأحباب ويعطينا الحرقة والألم . . لهذا فقد استضفنا - الفراق - في هذه الحلقة ليجيب على اسئلتنا . . فكان الحوار التالي : أنا الزائر الوحيد الذي لا يغيب قدري أن أزرع الوحدة وأجعل المرارة تاجاً لكل الناس ٭ سألناه : من أين تأتي أيها الفرق؟ ! . . قال : أنا لست حضوراً طارئاً . . أو هامشياً . . بل اني حضور دائم . . وحتمي . . مهما طال الزمن . . ٭ سألناه : كيف؟ ! ٭ ٭ قال : أنا الخاتمة الطبيعية لكل مشاوير اللقاء . . والأفراح . . والتوحد . .لا بد أن أجيء في لحظة لأسدل الستار وأفرض الوحدة واليتم ٭ ومن أين تستمد هذه القوة؟ ! ٭ ٭ من طبيعية الأشياء التي تمضي كلها الى زوال . . لا شيء هناك يتواصل مدى الحياة . . أنا الزائر الوحيد الذي لا يغيب . ٭ لكنك يا فراق . . تثير دائماً المرارة وتقطع أواصر كل شيء جميل . ٭ ٭ صحيح لأني هذا أنا . . قدري أن أفرق . . وأن أزرع الوحدة . .وأن أجعل المرارة تاجاً لكل الناس !! ٭ وهل أنت راضٍ يا فراق؟ ! ٭ ٭ كل الرضا . . لأني أؤدي ما هو من طبيعتي وديدني . . ٭ ولكن ألا تتألم لضحاياك يا فراق؟ ! ٭ ٭ لأنه مصير مشترك لكل انسان في الدنيا . . فإن الفراق يبدو عادياً . . ٭ ما الذي يزعجك؟ ! ٭ ٭ الاحباط الشامل لدى بعض الناس كلما حللت بينهم . . ٭ والذي يفرحك؟ ! ٭ ٭ أن يتقبل الناس حضوري برضا وألا أكون ذلك الذي يقصم الآمال ويحطمها . . ٭ ما هي فلسفتك؟ ! ٭ ٭ من لم ينشطر بالفراق . . فانه سوف ينشطر بسواه . . ٭ وما هي نصيحتك؟ ! ٭ ٭ الصبر . . فإن الصبر القناة الوحيدة التي تجعل الانسان لا يفقد الأمل . . ولا يلقي بالتفاؤل جانباً . . ٭ وأي الأشخاص تحب؟ ! ٭ ٭ المتمهل . .ذلك الذي يستجمع . . كل قواه . . فتراه لا يتنازل عن شيء . ٭ ومن يغيظك؟ ! ٭ ٭ الشعراء . . إنهم يصورونني عدواً قبيحاً ٭ ومن يجعلك تبتسم؟ ! ٭ ٭ الذي يمنحني الفرصة دائماً ٭ أخيراً : هل تعدنا - يافراق - أن تكون سوياً فلا تنتقم من الناس؟ ! ٭ ٭ لك ما تريد . . لكن قل للناس الا يتصوروا بأني أنتقم بلا رادع !! كلام متعوب عليه غير صحيح أن - البعاد - يقتل الحب . . وأن المسافات تصيب القلوب بالجفاف . . وأن الجوى يملأ الأيام بالنضوب . . غير صحيح . . فإن - التوحد - يقوم رغم المسافات . . ورغم كل البعاد . . ورغم كل المشاوير الطويلة . . وحين نرجع إلى الحنايا فإننا سنجد أشواقنا مزروعة في كل زاوية . . وفي كل مساحة . . تحتاج منا الدواء أبداً حتى تبقى زاهية . . مضيئة . . مرات كثيرة داهمتني الظنون . . وملأت جيوبي الحيرة . . وأصبح الشك كل الذي في القلب والعين . . وحين يأتي صوتك . . وتشرق كلماتك . . وتهددني إيماءاتك . . أنسى كل شيء . . لا أتذكر الا وجهكِ . . وصوتكِ . . وخفقكِ !! أتحول إلى التفاتة مسكونة بالحنين . . أتلفت صوب كل الأشياء . . وأزرع في . . الأشجار . . وابتسامتكِذاكرتي والأرصفة . . والقناديل . . وأزيد في التلفت فلا أرى الا وجهكِ . . ونوركِ . . أنا كل هذا الشوق . . وأنتِ كل هذا التوق . . فتعالي نهدي الزمان الحب الذي لا يموت !! مرفأ لا تقلق . . فالحب كما قال الشاعر " بعض من تصورنا " . . " إن لم نجده عليها لاخترعناه " . كلام موزون التصنع في الأشواق من أجل تحقيق أشياء أبعد ماتكون عن الروح والوفاء . . هو لعبٌ في ساحة المكر والخداع . . معنى أغرب ما في الحب اليوم . . انه حب مشروط . وقفة إذا ضحيت . . ثم بدأت تبكي على تضحيتك فإنك لم تكن تضحي . ولكنك كنت تدفع ثمناً لشيء لم تصل إليه . كلام معقول السفر الحقيقي . . هو ذلك الذي يباعد بيننا وبين الذي في أعماقنا . المسافات أتصاعد إلى هذا الفضاء الرحب أحمل على كتفي انتظاراتي الطويلة . . وتعبي الضارب في القدم . . وبقايا حريق متهدم أصبح معظمه رماداً . أحاول أن أفتح نافذة أطل منها على هتافي . . أراه الصدى المتوسد كل الأسماع الا أنتِ . ما بين كل المسافات تظلين الأقرب الى قلبي . . وعقلي . . ودواخلي وما بين كل المشاوير تظلين الأبهى . . والأغلى . . والأشهى . . السطر الأخير قال الشاعر : أنا دهشة !! أنا في جسد هذا الكون . رعشه أنا الحي الوحيد اللي كسر نعشه وأطلق صرختين فراشة . . وعصفور ملون حزين أنا الوحيد اللي في لحظة غضب في أقرب سلة مهملات . . رمى عشه .