جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام ويقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين). وجاء في حديث آخر: (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة). والظلم أمر حرمه الله على نفسه وجعله بين عباده محرماً؛ فقد جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا... الحديث). والظلم مظلم كاسمه إلا أن هذه الظُلمة قد تعمى عنها بعض العيون في الدنيا إلا أنها تصبح حقيقة مشاهدة يوم القيامة ،قال صلى الله عليه وسلم: (الظلم ظلمات يوم القيامة). مشهد الظلم أصبح اليوم واقعاً نعيشه جميعاً إلا من رحم الله نتفاوت في درجاته ودركاته ونذوق إن شعرنا أو لم نشعرعقوباته وآلامه. والإقرار بالظلم قد سبقنا إليه خير الأمة ونورها وجمالها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛عن عبد الله قال: لما نزلت: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). كل واحد منا يرى ما يقع من غيره من ظلم ولا يشعر بإبحاره في قارب ظلم.الزوج يظلم زوجته ليل نهار والزوجة ترد على زوجها بظلم قد يكون أشد من ظلمه.عيون الأطفال البرية تسكب وأبل الدمع مما يقع عليها من ظلم. الموظفون يشتكون من ظلم المدير،والمدير يرى الموظفين ظلمة ومفرطين. شكت الشعوب من ظلم الحكام فلما تمكنت منهم قابلت ظلمهم بظلم مثله أو أشد.... من يضمن لك أن تجاب دعوة أحد ضحايا ظلمك من ولد أو زوجة أو صديق أو قريب من الله عز وجل بقوله: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين). كيف الفرار أم أين المفر إذا كان مجمع الخصوم عند حكم عدل يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.