فقدت بلادنا بالأمس واحداً من رجالاتها الكبار الذين قدموا لبلادهم ووطنهم عصارة جهدهم وتفكيرهم وسط ظروف اتسمت بالصعوبة وتحملوا المسؤولية بكل اقتدار.. فقدنا رائداً من رواد التنوير والفكر والأدب والثقافة ومواطناً كريماً بزغ نجمه في سماء الوطن الغالي ليسطر فيه بأحرف من نور جزءاً من مسيرة وطننا الغالي هو معالي السيد عبدالله بن محمد علي الدباغ وزير الزراعة الاسبق وعضو مؤسسة البلاد للصحافة والنشر ومديرها العام السابق.. وأحد الذين ساهموا في صدور هذه الجريدة الأم "البلاد" والتي احتضنت في هذه الفترة السابقة من تاريخها رواد الأدب والفكر والثقافة من امثال أحمد عبدالغفور عطار والشاعر الكبير محمد حسن فقي والأديب محمد حسين زيدان والأديب اللامع عزيز ضياء ومحمد حسن عواد وعبدالرزاق بليلة واحمد السباعي وعبدالله عريف وعبدالغني قستي وحامد مطاوع. ثم جيل الشباب فيما بعد عبدالله مناع وعبدالله الداري وعبدالله جفري وحامد عباس وسباعي عثمان. ** السيد عبدالله بن محمد علي الدباغ واحد من الذين تولوا المسؤولية الوزارية ليضع أول بذرة في أرض وطننا الغالي في وقت كانت فيه بلادنا صحراء جرداء بلا ماء وتحمل هؤلاء الرجال العظام المسؤولية بكل اقتدار أمام الله والمليك والوطن وغرسوا الغرسة الاولى ليزدهر الزرع والشجر في بلادنا ويعم الرخاء. التاريخ سيذكر هذا الرجل الذي ولد في حارة الشام ودرس بمدرسة الفلاح بجدة وانتقل الى مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة ثم ابتعث الى كلية الزراعة بالاسكندرية وتقلد العديد من المناصب الى ان تولى منصب وزير الزراعة انتقل بعدها لعمله الخاص وتفوق فيه.. ولقد روى العلامة الاستاذ حمد الجاسر فصلاً في كتابه عن والد السيد/ عبدالله الدباغ فقال عنه كان لديه ولد فذ حكم الزراعة فترة من الزمن وكان يتحدث عن السيد عبدالله الدباغ. رحم الله فقيدنا الكريم واسكنه فسيح جناته وألهم وأهله وذويه الصبر والسلوان "إنا لله وإنا إليه راجعون"