في العام الماضي صدر أمر ملكي بتنظيم الفتوى، وتضمن الأمر لغة حاسمة وحازمة متوعداً من يخالف ذلك بإيقاع الجزاء الرادع، وهو أمر تطلبه وضع الفوضى الذي كنا نعيشه من ترك الحبل على الغارب لمن هب ودب بالفتوى حتى احتار الناس وتسبب ذلك بتشتيت أذهانهم باستحضار الآراء المرجوحة مما أدى إلى بلبلة ولغط. وما زال بعض هؤلاء ممن هب ودب بتجاوز مقتضى الأمر الملكي بالإفتاء استجلاباً للأضواء الإعلامية والشهرة مما يؤدي إلى الهرج والمرج والقول بغير الحق أو العلم، وبحثاً عن الإثارة بتضعيف بعض الأحاديث النبوية الشريفة دون علم أو معرفة؛ لأن من تصدر منه هذه الفتاوى غير متخصص في هذا الأمر فيهرفون بما لا يعرفون، لأن بعض الأحاديث مجملة لا يفهمها أمثال هؤلاء على غير وجهها الصحيح وهم يظنون أنهم على بينة من أمرهم، هذا الوضع ذكرني ببرنامج تقدمه قناة « موجه » المصرية اسمه « أرجوووك ما تفتيش » تستضيف مقدمته بعض الأشخاص في الشوارع العامة وتسألهم عن أمور غير صحيحة أو واقعية؛ مثل : قررت أمريكا نقل مدينة القاهرة إلى الولاياتالمتحدة فما رأيك؛ فيجيبون بإجابات جدية غريبة ومضحكة على طريقة « شر البلية ما يضحك »!! ومن هؤلاء الذين يصرون على تجاوز الأمر الملكي بحصر الفتوى بهيئة كبار العلماء ذلك الرجل الذي وصفته في مقالة سابقة ب « مفتي الجمعة » حيث قال إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : « أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت الستر ما بينها وبين الله » خطأ وأنه حديث ضعيف، وهو رجل غير متخصص في هذا المجال، وقد جاء كلامه هذا في سؤاله عن الأندية النسائية. وآخر من هؤلاء المتطفلين على الفتوى يقول في مقالة له تحت عنوان : « قل للمليحة في الخمار الأسود» إن الخمار ليس مما يغطي به الوجه بل يوضع على الرأس متجاهلاً الآيات الكريمة التي فسرها العلماء المتخصصون بأنه غطاء للوجه. وأخرى في مقالة لها تتهكم فيها على علماء وتتهمهم بمعاداة مشاريع الدولة الهادفة لتحقيق مستوى متطور لحياة المواطنين لأنهم ضد التغريب والاختلاط وغير هؤلاء كثيراً؛ لذا نرجوووكم «ما تفتوش».إننا نطالب الجهة المختصة بتفعيل ما تضمنه الأمر الملكي بمجازاة من يتجرأ على الفتوى وهو ليس من أهلها بإيقاع الجزاء الرادع، ومحاسبة أية وسيلة إعلامية تنشر آراء أمثال هؤلاء. قبسة : لسوء النية أسنان مخيفة. "مثل عربي" مكةالمكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335