* من لم يزر معرض الكتاب الدولي في الرياض في دورته الأخيرة والذي انتهت فعالياته قبل مدة قصيرة، أو في الدورات السابقة يظن بحسب الحملة الشعواء التي يشنها كثير من الكتاب على مختلف مستوياتهم العلمية في الصحف المحلية و «الالكترونية» حتى رسامي «الكاريكاتير» يظن أن هناك اعتداءً بالأيدي والأسلحة البيضاء وغيرها على رواد المعرض من قبل من صنفوا ب «المحتسبين» من غير رجال الحسبة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي لم تعد تؤدي دورها كما ينبغي وتقلص ، ورويداً رويداً حتى يلغى هذا الجهاز حسب مطالبة من يرغب بأن تشيع الفاحشة والرذيلة والفساد. * وكان ينبغي على كل من خاض فيما حدث في المعرض ممن هب ودب أن يسمي الأشياء بأسمائها بدون انفعال أو تشنج؛ فلا نسمي الحوار شغباً وفوضى وتشدداً؛ لأن هذا يعد إقصاءً للطرف الآخر، فالمحتسبون غير رجال الحسبة هم من أبناء الوطن مثلهم مثل ممن انتقدهم، لهم رأي ينبغي أن نسمعه ونناقشه ونعرف مطالبهم، فلا نقول عنهم مثل ما كتبه أحدهم وهو معروف بالآراء الشاذة وعدائه لرجال الحسبة والمحتسبين؛ بعنوان : «بلطجية في معرض الكتاب» ومن جهله لا يعرف معنى هذه الكلمة؛ فهي كلمة تركية، فالبلطة هي الفاس، وجي هي ياء النسب في العربية، والبلطجي هو الذي يستعمل الفاس ليقطع بها الخشب ونحوه، ثم تطورت فأصبحت تدل على الشخص الذي يسرق وينهب ويقتل ورفيقه في التوجه نفسه والذي وصف هؤلاء المحتسبين في تصريح له لصحيفة «الكترونية» بأنهم «طالبان السعودية». * إن ما كنا نقرأه منذ افتتاح المعرض وحتى اليوم عن ذلك ما هو إلا عكس حرية الحوار بين أفراد المجتمع والذي يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، فمثلما يقول عنهم هؤلاء بأنهم «بلطجية» و «طالبان السعودية» فهم يقولون أن المعرض كان يحوي كتبا تكفيرية وزندقة، وأن هناك صوراً كثيرة للمنكر حاصلة في المعرض تتمثل في الاختلاط وكثرة المعاكسين الذين يلاحقون النساء، إضافة للمحادثات بين مؤلفي الكتب والروايات من الجنسين وخاصة في منصات توقيع الكتب، والتي لفتت الانتباه من كثرتها. * ينبغي على الجميع تقبل هذا الذي حدث وليس من العدل أن نحتج على من تجاوز من المحتسبين ولا نحتج على من تجاوز من وصفوهم بالبلطجية أو بالمخربين أو بالغزاة أو من وصفهم بطالبان السعودية. وبعد هذا أقول لابد لنا أن نسمع مطالبات هؤلاء المحتسبين ومناقشتهم، فإن كانوا على حق حققناها، وإن كانوا العكس رددناهم رداً حسناً، ثم محاسبة المتجاوزين منهم وممن اتهمهم بتلك التهم، حتى لا يتسبب ترك الحبل على الغارب بحدوث ما لا تحمد عقباه. ** قبسة : ليس من مذنب مبرأً أمام محكمته الخاصة. «حكمة لاتينية» مكةالمكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335 [email protected]