ذات يوم كان أحد أصدقائنا المغاربة يستضيفنا في منزله المطل على البحر في مدينة الدارالبيضاء. ونحن ندخل بوابة "الفيلا" لمحت "الحارس" الذي لا يكاد تبين منه الا عيناه.. فالشتاء يهطل بغزارة، المغاربة يقولون في "الدارجه" عندهم عن المطر الشتاء .. لمحته يهمس في اذن مغربي أخر كان يمتطي دراجة نارية. لا أعرف لماذا سألت صديقنا "المغربي" عن ملاحظتي هذه .. فرد علي ضاحكا سوف أخبرك بعد "قليل". أخذنا الكلام .. لكن ذلك المنظر لم يغب عن ذهني شغلني بالفعل .. رغم ان حوارنا كان متشعباً كنا خليطا من أدباء ومفكرين وصحفيين بعد أكثر من ساعة قال لي صديقي المغربي وهو شاب عاش معنا في المدينةالمنورة .. وكان أحد خريجي الجامعة الاسلامية بها. قال لدينا نظام أمني متين.. قد لا تراه أنت كسائح ولكنه موجود بقوة.. أولاً لابد ان يكون في كل منزل أو عمارة أو فيلا "حارس" هذا الحارس مرتبط بمسؤول عنه هو ذلك الذي رأيته على الدراجة النارية .. يمر عليه مرتين في اليوم .. يخبره من يدخل هذه الدار من غير أهلها.. ويحاول هذا الحارس أن يعرف جنسية الضيوف وان أمكن أسماءهم وذلك المسؤول يذهب بها الى مسؤول أكبر في دائرة الحي .. وهكذا دوائر مترابطة. تذكرت هذا ونحن نرى بعض هؤلاء الاشرار كيف يتحركون بين العمارات والاستراحات بحرية تكاد تكون تامة .. وذلك بعد ان تعرض منزل صديقي للسطو مع بداية الفجر فسرقوا ما خف وزنه وغلا ثمنه وعلى "البيعة" سرقوا سيارته الواقفة امام الفيلا. فهل هذا يفعل؟