وقفنا كمعلمين وتربويين ومقيمين نُعيد حساباتنا ونتذكرُ خصائص وصفات مرحلة الشباب لما فيها من المتغيرات الكثيرة والمتسارعة، داعين إلى تطهير النفوس ونفض غبار الماضي وتغيير مفاهيم كُنا نمر عليها مرور الكرام رغم أنها من صميم قيمنا ومبادئنا وسماحة ديننا، اختلفت نظرة الإنسان لكل ما هو حوله ودخلت الإيجابية في نفوسنا بعد أن رأينا الشباب يُقوِّي أواصر الوحدة والانتماء والوطنية وهذه القيم تحتاج إلى التدعيم والتعزيز، والمكافأة العاجلة لهذا السلوك الإيجابي. لاشك أن هذا الشباب رجع إلى أصوله وجذوره وما تعلمه من مفاهيم وقيم ومبادئ ومواطنة أعادت في نفوس هؤلاء الشباب الثقة بأرضهم ومبادئهم وقربت وجهات النظر بين الفرد والجماعة، فانتقل الشباب من مرحلة الاتكالية إلى مرحلة الاعتماد على الذات التي بهرتنا. لاشك أن هذا الشباب يتطلب منّا كآباء وتربويين وسُلطات أن نعلِّم شبابنا كيف يتبلور في شخصيته وكيف يطور طموحاته وآماله، نحاول أن نقف مقيمين داعمين لاحتياجاته وقدراته بما يتفق ومبادئنا وديننا وسماحة أخلاقنا، ينبغي أن نغرس في شبابنا الاعتماد على النفس وحُب الأوطان، فنحن اليوم نحتاج لتغيير منظومة التعليم ومنظومة العمل، ومفاهيم التعامل مع الآخرين. نحن نعتبر خصائص الشباب وصفاتهم في مرحلة الشباب هي أساس تنمية شخصية الإنسان السعودي، فالشباب كما يقولون هم عدة الوطن وهم درعه ومستقبله ، وما دمنا نحب بلادنا ونسعى إلى تعميق أواصر الحب بيننا نحتاج إلى سواعد أبنائنا لتحقيق ذلك، قد يكون الوقت يسارعنا ويداهمنا في تقييم سلوكهم ورغباتهم المتطورة؛ لأن هذه المرحلة تمتاز بسرعة النمو والتلقائية.ففهم الشباب يعني توجيه طاقاته فعلى الآباء والمربين أن يتوجهوا إلى الشباب فبناء الشباب يحتاج إلى أساليب وطرق يتصدّى لها القادرون والمختصون في العلوم الاجتماعية والنفسية لتنفيذ مطالبهم وتحقيق أهدافهم وفق ما تسمح به الشريعة الإسلامية. كنا نتصور أن أمثال هؤلاء الشباب يتسمون باللامبالاة والإهمال ونصفهم بأنهم شباب الكمبيوتر والنت .. لكننا وجدناهم يحتاجون إلى توجيه طاقاتهم إلى ما هو أهم وأنفع لثقافتهم وتكوين شخصياتهم، فالشباب كما يقول بعض المربين إن لم تشغله شغلك. ومن هنا كانت الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية والتطوعية مهمة في حياة الشباب لتخفيف حدة الطاقات المخزونة وتوجيه سلوكهم لما ينفع مجتمعهم وأمتهم.فعلى المعلمين أن ينفذوا إلى الشباب من هذا المنطلق ليكونوا حاضرين معه فاهمين متطلبات كل مرحلة من مراحل العمر وتوجيهها التوجيه السليم.