صفة الإرهاب والتي أُلصقت بالمسلمين هي من سيناريو وإخراج وإنتاج غربي استطاع بنجاح أن يسوقها وللأسف حتى بين عالمنا العربي وفي مجتمعاتنا الإسلامية , فأصبحت صورة الإرهابي في الذاكرة أو الخيال العربي هو ذلك المسلم الملتحي المعمم أو بدون عقال وبثوب قصير وباتت العلامة الفارقة عند التحذير من الإرهاب أو الحديث عنه أو معالجته من خلال الرسوم الكاريكاتورية أو في الأفلام العربية والمسلسلات, وهو ما يؤسف جداً أن تصل بنا الانهزامية إلى هذا الحد وأن نتبنى ونعتقد بما يتهمنا به الغرب ظلماًً وعداوناً وأن نسخر ببعض شعائر الدين ورمزيته , فالإرهاب ليس إسلامياً, وليس مسيحياً أو يهودياً أيضاً وكل الديانات السماوية تحارب الإرهاب في تشريعاتها , فالإرهاب ليس له وطن أو دين أو جنس أو لون , لكنه لا يخلو من أصابع الصهيونية العالمية ونظرية المؤامرة أو الظروف الإقتصادية والإجتماعية والممارسات السياسية من عدم نشر العدل والمساواة إلى قمع الحريات والاضطهاد والجوع وهي مواد قابلة للاشتعال توظف وتستثمر بمن توجد عندهم القابلية وتتوفر لديهم بعض الصفات (كالجهل والغباء والشعور بالظلم) فيصبح إرهابياً. منذ أيام قام جاريد لوغنز بإطلاق النار على رأس النائبة الديموقراطية الأمريكية غابرييل غيفوردز وتسبب في مقتل ستة أشخاص بينهم فتاة في التاسعة وقاضٍ فيدرالي , وهناك حوادث سابقة كثيرة لاغتيال لرؤساء وشخصيات أمريكية أو محاولات لتفجير كما حصل في مركز التجارة العالمية بداية التسعينات ...الخ كلها صناعة أمريكية 100% و بأيدٍ أمريكية فلماذا لم يقال بأن الأمريكي إرهابي؟ , قرأت مقالاً للكاتب سعيد حارب أشار فيه إلى أن سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (F.B.I) تبين أن 6% فقط من العمليات الإرهابية داخل الولاياتالمتحدة من 1980 إلى 2005 نفذت بأيدي إسلاميين متطرفين , أما ال94% الباقية فقد نفذتها مجموعات أخرى , 7% يهود متطرفون, 42% من أمريكا اللاتينية , 24% مجموعات يسارية , 5% شيوعيون ,16% مجموعات أخرى , والحديث عن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس من قبيل الجاني والضحية وإنما لأنها هي من حمل شعار مكافحة الإرهاب ولوح به عند خصومها أو معارضيها أو منافسيها , إضافة إلى ذلك فإمتلاكها النصيب الأكبر من الهجمات الإرهابية بسبب تركيبتها السكانية من حيث الأعراق و الشعوب المختلفة والثقافات المتنوعة وسياسة إداراتها المتلاحقة يجعل منها عرضة ومنبع للإرهاب , وهذا لا يخص الولاياتالمتحدة وحدها بل كل الدول الأخرى والغربية تحديداً, لذلك فنحن كمسلمين يجب أن نفتخر بديننا العظيم وندفع عنه تهمة الإرهاب وأن لا نمارسه في إعلامنا, فالمسلم ليس إرهابيا وإن وجد بعض الإرهابيين يحملون الهوية الإسلامية فهذا ليس له علاقة بالإسلام أو المسلمين تلك تصرفات فردية تعكس سلوك أصحابها, مع ذلك وبمقارنة عدد الهجمات الإرهابية حسب التقرير المشار إليه سابقاً يؤكد بأن الهجمات التي قام بها ممن يدعون الإسلام 6% أقل من العمليات التي نفذها يهود 7% (الحليف الاستراتيجي) داخل الولاياتالمتحدة. فاكس/6602228 02