أرخت «مجزرة أريزونا» التي خلفت ستة قتلى و14 جريحاً بينهم النائبة في الحزب الديموقراطي غبرييل غيفوردز، بثقلها على الجدل السياسي والاجتماعي في الولاياتالمتحدة، وتركت بصمات على الخطاب الحزبي مع اتهام الليبراليين نجمة اليمين سارة بايلن و «حزب الشاي» المتشدد بالمسؤولية غير المباشرة عنه عبر تغذية العنف والنبرة المتطرفة ضد إدارة الرئيس باراك أوباما. وفيما أكد الأطباء أن غيفوردز (40 سنة) التي تنتمي إلى الأقلية اليهودية - الأميركية، تتجاوب مع العلاج وتبقى في العناية الفائقة لأن دماغها لا يزال متورماً بسبب اختراق رصاصة اصابتها بمنطقة الدماغ، قرر هؤلاء اخضاعها لعملية جراحية في الأيام الثلاثة المقبلة، قبل إعادة تقويم وضعها الصحي. ومثل مطلق النار جاريد لي لوفنر (22 سنة) أمام محكمة أمس بتهمة القتل والشروع في اغتيال غيفوردز، في وقت استكمل المحققون عملهم لمعرفة خلفيات العملية، وأكدوا أن الرجل الثاني الذي اشتبه بتورطه ليس الا سائق التاكسي الذي أوصل المتهم وكان ينتظر منه دفع الحساب، لذا تواجد في موقع الجريمة. ودهمت الشرطة أول من أمس شقة لوفنر، ووجدت رسائل تشير إلى تخطيطه للاعتداء مسبقاً، وميوله السياسية ضد الحكومة الفيديرالية. وصباح أمس، خصص الأميركيون دقيقة صمت عن أرواح الضحايا، وسط دعوة الرئيس اوباما الى تكاتفهم أمام المأساة. لكن الجريمة أطلقت جدلاً سياسياً نوعياً في المجتمع الأميركي، مع اتهام كتاب ومعلقين ومسؤولين في شرطة أريزونا، اليمين المتطرف بالوقوف، ولو في شكل غير مباشر، خلف الاعتداء. واعتبر هؤلاء أن المتهم أقرب سياسياً لمجموعة «حزب الشاي» التي خرجت إلى الضوء بعد انتخاب أوباما، واعتمدت خطاباً متطرفاً مناهضاً لسياسات الادارة. وكان والد غيفوردز اتهم «حزب الشاي» بأنه «يكره» ابنته، وأن مكتبها تلقى تهديدات خلال حملة قانون الرعاية الصحي الذي أيدته النائبة، وخلال مناقشة قوانين للهجرة. واتهم معلقون، بينهم بول كروغمان من صحيفة «نيويورك تايمز» وكيث أولبرمان من محطة «أم أس أن بي سي»، بايلن بتغذية مشاعر الحقد في الوسط السياسي الأميركي، علماً انها كانت دعمت منافس غيفوردز من «حزب الشاي» في معركة التجديد النصفي للكونغرس. وفازت غيفوردز بفارق لم يتجاوز 4 آلاف صوت. ودعا نواب من الحزبين أمس إلى إعادة النظر في الخطاب السياسي الأميركي والذي أخذ منحى متطرفاً اخيراً، جسده اتهام أوباما بأنه «غير أميركي»، وجلب البعض بندقياتهم ومسدساتهم إلى تجمعات انتخابية. وحرصاً منهم على تهدئة المناخ السياسي، علق الجمهوريون في الكونغرس نشاطات التصويت هذا الأسبوع، وبينها على إلغاء خطة الرعاية الصحية. وأكدت القيادة الجمهورية أن النشاطات الاشتراعية ستستأنف الأسبوع المقبل.