أدلى علينا رئيس هيئة الغذاء والدواء بتصريح، هذا نصه: الغذا والماء والدواء -اين الهواء- الذي يستهلكه (الناس) في المملكة اليوم هو اقرب الى الأمانة والسلامة من أي وقت مضى! في اغلب دول العالم المتحضر تأتي صحة الإنسان وسلامته في مقدمة اولوياتها، ولا يمكن المخاطرة بها لان المتلاعب بصحة الانسان وسلامته يعرف تماما ان هناك قوانين وانظمة وأجهزة تلاحقه بمجرد وجود اي تلاعب سواء في نسب المواد الحافظة او في نسب مكونات مياه الشرب أو في مدد صلاحية الدواء، فأكاد اجزم انعدام وجود الغذاء الفاسد أو الدواء التالف او الماء الملوث في اسواقها ومتاجرها الكبرى او الصغرى، في حين تنتشر في اسواق ومتاجر هذا الوطن بسبب انعدام (الرقابة) الذاتية او عبر الاجهزة المختصة، وفقدان الاحساس بالمسؤولية وضعف الوازع الديني، والعقوبات الصارمة لا تكتفي -بكل اسف- بالجانب المادي، وتترك المساءلة القانونية والعقاب القانوني لدرجة اصبح من يعمل في قطاع العقارات يتاجر في استيراد وتصدير الدواء المطلوب، وغير المطلوب عبر مندوبيه الذين يترددون على مخازن الادوية والصيدليات لتصريف الكميات بطريقة غير نظامية، فقد شاهدت بنفسي صيدلانياً يحمل شهادة صيدلة يجلس الى جانبي، ويقلب في داخل الحقيبة المملوءة بأصناف متعددة من الادوية في صالة الانتظار، وبالاستفسار من المندوب عن هذه الادوية التي يحملها في حقيبته ذكر على وجه السرعة الطلب عليها ضعيف، وهناك ادوية ستنتهي صلاحيتها عما قريب، ونرغب من الطبيب ترويجها في مقابل (عمولة) متفق عليها مسبقا! وهناك صيدليات تتاجر في ادوية مصنعة في بلدان غير بلدانها الاصلية تبيعها بأسعار ارخص على الرغم من ان فاعليتها في الغالب ضعيفة، ولا تتفق مع مواصفات فاعلية الادوية المصنعة في بلدانها الاصلية حتى ان بعضها سببت اضرارا لمتناوليها! كما ان هناك صيدليات تقوم بتركيب ادوية محلياً غير متوفرة في الاسواق دون ان تحصل على تراخيص من الجهات المعنية بصناعة الادوية ومواصفاتها! واما الغذاء والماء، فيكفي ما ينشر عنهما بشكل منتظم في الدوريات المحلية عن ضبط اطعمة فاسدة في المطاعم، ومعلبات غذائية منتهية الصلاحية، واطعمة غير محفوظة في اماكنها المناسبة داخل برادات كهربائية. وهناك مصانع تعبئة المياه تعمل -بكل حرية- وعلى قدم وساق رغم مخالفتها لمعايير التعبئة التي يفترض في اواني زجاجية بدلا من الجوالين والقوارير البلاستيكية المسببة للامراض ويأتي في مقدمتها مرض السرطان خاصة ان المكونات المضافة الى المياه تتفاعل المواد المصنعة منها جوالين البلاستيك. هل يعيد رئيس الهيئة النظر فيما ذهب اليه، وان تقوم (الهيئة) بدورها في المطالبة بتوفر اجهزة الكشف والفحص لكل ما ينتج محليا او خارجياً من اغذية وادوية ومياه الى جانب دورها في الايعاز -بشكل دائم- للجهات المعنية بضبط المخالفين في اماكن بيع الغذء والدواء والمياه، والمطالبة بتعبئة (المياه) في قوارير وجوالين تصنع من الزجاج بما في ذلك (الالبان) التي تعبأ في الوقت الحاضر في (علب) كرتونية مصنعة من الورق تتفاعل مع المواد المصنعة منها هذه الالبان مما تسبب امراض العصر لاحتواء الورق على الرصاص بالاضافة الى ضرورة مطالبة المصانع بتركيب (فلاتر) في ابراج مداخنها او اذابتها بطريقة يمكن الاستفادة منها -كما هو معمول به- في الدول الصناعية الكبرى للحد من تلوث الهواء.