ربما كان على رئيس هيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل، أن يقوم بزيارة لمحال العطارة في أسواق العويس التي لا تبعد كثيرا عن مقر إدارته في الرياض؛ ليتأمل معروضاتها قبل أن يخرج علينا بشهادته الحاسمة بأن الغذاء والماء والدواء الذي يستهلكه الناس في المملكة اليوم هو أقرب إلى الأمانة والسلامة من أي وقت مضى! المشكلة أنه لا يمر يوم دون أن تحمل لنا الصحف أخبارا عن ضبط أطعمة فاسدة أو إنذار وإغلاق مصانع تعبئة مياه، بينما تمتلئ محال العطارة بالأدوية الشعبية غير المفحوصة والأطعمة غير المحفوظة! نعم هيئة الغذاء والدواء تبذل جهودا ملموسة وتعمل بشكل دؤوب لإنجاز أعمالها وتجتهد بإخلاص للوفاء بمسؤولياتها، لكن ذلك لا يعني أنها باتت تملك الحق في الإيحاء بأننا بتنا منطقة خالية من الغذاء الفاسد أو الماء الملوث أو الدواء التالف، فالمسافة ما زالت بعيدة بين الحلم الذي تنشده الهيئة والواقع الذي نعيشه! أما إذا كانت المسألة مجرد عزف على وتر النسبية، بمعنى أنك عندما تخطو نحو روما خطوة فإنك أقرب إليها من أي وقت مضى بخطوة لكن ذلك لا يعني أبدا أنك وصلت إليها أو حتى اقتربت منها، فإن المسألة هنا أكثر خطورة؛ لأن مثل هذه الإشارات الضبابية تربك المستهلك وترسل له الرسائل الخاطئة على عنوان صحته ومصلحته! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة