"وخير جليس في الزمان كتاب" حكمة قديمة قالها الشاعر العربي في زمن كان الكتاب حقا خير جليس.واجيالنا تتذكر جيدا قيمة الكتاب وحب اهدائه ، وكم من آباء شجعوا ابناءهم على القراءة وهكذا كان الأصدقاء يتبادلون الهدايا من الكتب وخير كتاب -كتاب الله الكريم – ورغم تطور أساليب المعرفة اليوم فإن الكتاب المطبوع يظل له حميمية وتعود اليه في أي وقت وهو رفيق في الطريق وزاد معرفي عميق بدلا من لغو القول وسفاسف الأمور. وفي الأيام الأخيرة امضيت وقتا ممتعا مع كتاب هادف ، فقد تلقيت رسالة رقيقة من حبيبنا السيد عبد الوهاب بن إبراهيم فقيه رئيس مجلس ادارة المؤسسة الأهلية للأدلاء سابقا ، مشفوعة بكتاب قيم كعادته عندما يهديني من درر المؤلفات ما يراه مفيدا ونافعا في حياتنا . الكتاب هو "أمور في الحياة لها أصل في الإسلام أو لدى العرب" أما المؤلف فهو العزيز الراحل الأستاذ بهاء الدين حمزة زللي الذي عرفناه باحثا ومنقبا في العلوم والمعارف الشرعية ، فأشكر من كل قلبي من اهداني هذا الإصدار الرائع وأترحم على مؤلفه لما قدم من جهد فكري يفيد الإنسان المسلم في جوانب نعيشها. الكتاب بدأ بتقديم مؤثر كتبه الدكتور عبد البديع حمزة زللي أشار فيه إلى جوانب مضيئة من حياة المؤلف الأستاذ بهاء الدين زللي رحمه الله ,ومنها أنه كان منذ صغره شغوفا بالقراءة ويشتري الكتب من مصروفه بل كان يشتري بعضها أكثر من مرة لأن حياءه يمنعه من رفض الإعارة أو استعادتها ممن استعاروها فتضيع عليه، فلاحظ ذلك الشيخ محمد نمنكاني رحمه الله ، صاحب المكتبة العلمية المشهورة في المدينةالمنورة والتي أحيت ونشرت كثيرا من الكتب القديمة والحديثة ، ونصحه بأن يضع أبياتا من الشعر بخط كبير وفي مكان واضح بالمكتبة كرسالة تنبه الزائرين تقول : ألا يا مستعير الكتب دعني فإن إعارتي للكتب عار ومحبوبي من الدنيا كتاب وهل أبصرت محبوبا يعار أعود إلى كتاب الأستاذ بهاء الدين حمزة زللي فقد تضمن الكثير من الجوانب الحياتية التي لها أصل في الإسلام كمرجعية شرعية أو هي موروثة لدى العرب ومن ذلك: الأساليب التربوية ،والعطلة الاسبوعية والتعليم بواسطة العمل والتجربة ،والأساليب الطريفة لرفع معنويات المريض . وفي جوانب الحقوق بالنسبة تناول حقوق الصغار المعنوية والترفيهية. أما العادات فقد تناول المؤلف قبسا منها مثل المشي أمام الأب ، وغسل اليدين قبل البدء في الطعام ، والخروج مع الضيف لتوديعه ، والتهنئة والتعزية ،والمهور ، والفسحة في المجالس ، واسبوع الزواج ، وتقبيل الأشياء ووضعها على العين وتبادل الهدايا ،ونداء الرجل ب(لولد) والمرأة ب (البنت) وفتل الشارب عندما يوجد أمر مهم .كما احتوى الكتاب أيضا جانب آخر فيه إفادة عن الأقوال العامية التي لها أصل لدى العرب مثل ( اكسر وراءه جرة ) (رفيف العين) ( وقف شعر رأسه) (أكمل نصف دينه) كما أشار إلى غسال الملابس والحجر الصحي ، والكوافير ( القينة ).رحم الله المؤلف وجزاه خير الجزاء على هذا الكتاب النافع والشكر للأخ الكريم والصديق الصدوق السيد عبد الوهاب فقيه على هذا الإهداء الجميل واتمنى لو اطلع شباب اليوم على ما جاء فيه من علم ينتفع به في أمور حياتية مهمة. حكمة: قال صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له" للتواصل 6930973 02