اتشوق دائما لكل ما يكتب عن المدينةالمنورة وما يروى من ذكريات فما أعظم محبة الرحاب الطاهرة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في الأفئدة وفضلهما العظيم الذي يتوق إليه كل مسلم في المعمورة. وعلى مدى الأيام القليلة الماضية أمضيت أوقاتا جميلة مع سوانح الكلم عن فضل المدينةالمنورة والعيش فيها وذلك من خلال إصدار جديد لأحد أبناء طيبة المشهود لهم بالعلم وبالحب الكبير لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد قدم العديد من الإصدارات عنها من مختلف الجوانب . إنه الدكتور عبد البديع حمزة زللي ، أما الكتاب فهو (معايير تفضيل مدينة المختار صلى الله عليه وسلم). هذا الكتاب القيم في طبعته الأولى صدر قبل أسابيع معدودة أهداني إياه ابن المدينةالمنورة البار ، صديق مشوار طويل من العمر السيد عبد الوهاب إبراهيم فقيه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأدلاء سابقا والذي أمضى جل عمره المديد بإذن الله ، في خدمة طيبة وزوارها من ضيوف الرحمن كما يتفاعل مع مجتمعه بإحساس الواجب وشرف العطاء، فأشكر له أريحيته على إهدائه هذا الإصدار القيم وكعادته يتذكر أحباءه وأصدقاءه بالكتب القيمة التي فيها النفع والخير بإذن الله. وعودة إلى بدء عن كتاب الدكتور عبد البديع حمزة زللي، فقد قدم لنا هذا الإصدار بلغة سهلة فيها من المعاني والدلالات ما تستقر في العقل والوجدان واستند إلى مصادر كثيرة وفي مقدمة ذلك استناده إلى ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.إلى جانب حصيلة علمه وأبحاثه في ما سبق وقدم من إصدارات عن المدينةالمنورة ومما ذكره : السكن في المدينة والمعيشة والموت فيها – ذكر المدينة في القرآن الكريم – حرمة المدينة – تصحيح المدينة – تصحيح هواء المدينة – بيئة المدينةالمنورة وكيف سخرت لحماية من يسكنها وكيف أولى الإسلام التشجير وتخضير الأرض أهمية بالغة. كما يضم الكتاب أيضا معيار تربة المدينة ومعيار البركة –فضل الصلاة في المسجد النبوي – معيار المحبة – كثرة أسماء المدينةالمنورة – ترتيب المدينة في القرآن والحديث وغير ذلك . وفي هذه الموضوعات المهمة ركز المؤلف الدكتور عبد البديع زللي على هذه المعايير باعتبار تميز مدينة المختار صلى الله عليه وسلم من فضائل ، وقد حرص المؤلف على التأكيد بأن لا مقارنة في هذا الكتاب بين فضل مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة شرفهما الله، فالمدينتان المقدستان من أحب البقاع إلى خالق الكون سبحانه وتعالى وإلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتعظيمهما في القرآن الكريم. ومما فصّل له المؤلف عن المدينةالمنورة هو معيار المحبة منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أخذت تتجلى للمسلمين حقيقة قدر المدينة العظيم فجاء الوحي أولا بالهجرة إليها ونزلت آيات القرآن الكريم وجاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتبين للمسلمين حقيقة قدرها عند الله سبحانه وتعالى، وأظهرت لهم أن قدر ومحبة هذه المدينة عند الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام قد فاقت المحبات الأخرى. إن هذا الجهد العلمي والبحثي للمؤلف هو جهد مأجور عليه بإذن الله تعالى، وهنا تبدو قيمة العلم في تأصيل التاريخ للأجيال على مدى الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. إنها دعوة للأبحر في هذا الإصدار الجديد وكل التقدير للعزيز الدكتور عبد البديع ولمن أهداني هذا الإصدار حبيبنا السيد عبد الوهاب فقيه كل التقدير والامتنان. أسأل الله أن ينفعنا بهذا العلم والله ولي التوفيق. حكمة: قال صلى الله عليه وسلم: "والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". للتواصل 6930973 02