ألزمت وزارة الشؤون البلدية والقروية المقاولين المنفذين للمشروعات البلدية بردم الحفريات بمجرد الانتهاء من تلك المشروعات ومراعاة اجراءات السلامة وكذلك قيام البلديات بردم الحفر والمستنقعات داخل حدود النطاق العمراني للمدن والقرى . جاء هذا في تعميم أصدره صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية لجميع الأمانات والبلديات بضرورة متابعة المقاولين المنفذين للمشروعات البلدية . "نُشر هذا التعميم في جريدة المدينة 15 محرم 1432ه/ ص 36". الحقيقة أن هذا التعميم لم يكن الأول بل سبقته عدة تعاميم مماثلة تحث الأمانات والبلديات بمتابعة اعمال المقاولين وإلزامهم بردم الحفريات وتسوية الشوارع والطرق وإعادتها كما كانت ولكن مع الأسف الشديد هذه التعاميم لم تلق الاهتمام الأمثل من قبل المسؤولين في الأمانات والبلديات فالمقاولون التابعون للشركات التي تنفذ مشاريع خدمية للمواطنين لا تقوم بردم الحفر وإعادة الاسفلت وتسوية الطريق إلا النذر اليسير والذي يكون في الشوارع العامة أما الشوارع الداخلية فتترك دون سفلتة لانعدام المتابعة الجادة من قبل مراقبي البلدية وقسم التنسيق . وقد سبق لنا أن كتبنا إلى معالي أمين العاصمة المقدسة بتاريخ 28 شعبان 1431ه عن أحد مقاولي شركة الكهرباء الذي قام بحفر الشوارع بحي السبهاني في شهر رجب لتمديد خط الضغط العالي لتعزيز التيار الكهربائي ولكنه ترك جزءا من الحفرية لم يقم بردمها وسفلتتها بالاضافة الى تكسير بلاط الرصيف أمام مدرسة دوحة النور للبنات في شارع مدرسة الإمام الطبري خلف محطة الكعكي , كما توجد حفرية وغرفة تفتيش للكوابل لم تردم جوار صيدلية با وزير على طريق مكة الليث العام . ورغم قيام مندوب الأمانة من قسم التنسيق في شهر رمضان الماضي بالوقوف على الموقع وتصوير الوضع إلاّ أنه حتى الآن لم يتم إصلاح الوضع وقد مضى على ذلك ما يقارب ستة أشهر من تاريخ تنفيذ الحفريات في الحي وهذا دليل واضح على التهاون وعدم الشعور بالمسؤولية والتعاطف مع المقاولين فشوارعنا أصبحت ضحية لهذه التجاوزات التي لا يقرها أي مسؤول مخلص فلماذا لا تكون هناك متابعة جادة من قبل البلديات وتفرض الغرامات المالية المقررة في النظام على المقاولين المخالفين للتعليمات مع العلم أن التصريح بحفر الشوارع لتمديد الخدمات لا يعطى إلا بعد توقيع المقاول على اشتراطات وبنود قاسية تلزمه بإصلاح الطريق بعد الانتهاء من العمل . ولكن كما يبدو أن هذه الاشتراطات روتينية تفتقر إلى الجدية في المتابعة وما ذكرناه آنفًا صورة حقيقية لكثير من الواقع المزري لشوارع مكةالمكرمة والمفروض من أمانة العاصمة المقدسة تسجيل أسماء المؤسسات التي تنفذ الحفريات في الشوارع ومتابعتها ومحاسبتها على نواحي التقصير والاهمال . نرجو ان تحظى هذه الملاحظات بالاهتمام من أصحاب القرار . والله المستعان . مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]