كانت ليلة ظلماء دعتني فيها نفسي الأمارة بالسوء لمشاهدة فيلم بإحدى القنوات الفضائية العربية – مع أني لست من هواة الأفلام عموماً والمرعبة خصوصاً – ولاأدري هل هو الفضول الذي دفعني لأكمل الفيلم وإسمه ( الظلام ) وكان اسماً على مسمى فعلاً رغم بدايته بمشاهد عادية لأم وأبنتها، فمعظم أحداث الفيلم مظلمة ويحفها الغموض المريب والمرعب، وتتلخص فكرته في عودة الأرواح وإمكانية التواصل والحوار بين الأحياء والأموات ، وانتهى الفيلم بتلبس روح فتاة ميتة منذ عشرات السنين في شكل فتاة أخرى كانت حية ! كما ُعرض في باقة القنوات الفضائية نفسها مسلسل أمريكي بنفس الفكرة وهي مخاطبة الأموات للأحياء بعد أن عادوا للحياة وإمكانية رؤيتهم للبعض من الناس. وفي نفس تلك الفضائية مسلسل عن السحر في قناة الأطفال تعلمهم أن الساحر شخص رائع له قدرات خاصة ويستطيع حل مشاكله بالسحر والشعوذة بل ويعلم أبناءه ذلك لتتوارثه الأجيال وإن كان يروج للفكرة بشكل كوميدي.لا أعرف ماهو الهدف من عرض أفلام ومسلسلات كهذه لاتمت بصلة لمجتمعنا بل وتخالف مبادئ أساسية في ديننا وعقيدتنا؟ إنها برأيي تغسل بل تدمر عقول المشاهدين خصوصا من الأطفال والمراهقين .. فكيف يُسمَح بها ؟ وهي لاتقل خطورة عن الأفلام الإباحية أو عن ترويج المخدرات التي انتشرت كالنار في الهشيم. ناهيك عن أغاني الفيديو كليب التي تضاهي الأفلام في إنحلالها وأصبحت عااااااادي جدا في حياتنا،حتى في بيوت البعض ممن يوصفون بأنهم ملتزمون ، فالدين شيء وهذا شيء آخر.وإذا كان هذا حال قنوات عربية والذي أسمح لنفسي بأن أطلق عليه مسمى(إعلام الظلام) الذي يعرض أفلاما وبرامج مضللة لاهدف لها سوى إفساد البقية الباقية من العقائد والقيم التي غرسها الأهل في أبنائهم لكنهم نسوا أو تناسوا أن يرووها ويتعاهدوها بالعناية لتستمر. إن نشر الأفكار المنحرفة في الإعلام حتى في أفلام الكرتون سيؤدي بنا لأجيال بلا هوية ولاقيم ، والدليل أن ننظر لعدد من يلجأون للسحرة والمشعوذين ويصدقون بالتنجيم وتخاطب الأرواح.وإذا كان الغرب يعرض مثل تلك البرامج فلهم ثقافتهم وأفكارهم الخاصة بهم فلماذا نقلدهم في أسوأ مالديهم ونأخذ الغث منهم ونترك كل ماله قيمة؟ وليت إعلامنا أخذ منهم المفيد من برامج ثقافية وعلمية وإجتماعية وإنسانية لها هدفين تربوي وترفيهي معاً .. ولننظر لمدى إعطاءهم العمل والعلم حقه من الإهتمام والوقت قبل أن يفكروا في الترفيه. ويكفي أننا نستورد منهم كل شيء من الأبرة للطائرة ، فنحن مجرد مستهلكين لإنتاجهم حتى بالنسبة للأفلام والبرامج التي ننقلها حرفياً منهم دون النظر إلى مناسبتها لمجتمعاتنا وفكرنا. يفترض أن نأخذ منهم الأفضل كما كانوا هم أكثر ذكاء حين أخذوا من المسلمين صفوة العلوم، وعكفوا على تطويرها حتى سبقونا بمراحل، نحتاج إلى سنوات ضوئية لنلحق بهم. [email protected]