يسألوننا دائماً في حلنا وسفرنا عن سر ولائنا وحُبنا وإقدامنا على قيادتنا السعودية.بالطبع نحن شعبٌ أبيٌ وفيّ تعود دائماً مقابلة الحب بالصراحة والولاء بالطاعة والتفاني بالتضحية والإخلاص بالوفاء . والقيادة السعودية امتلكت قلب شعبها بمصداقيتها وثباتها على الحق ووضوح منهجها منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه وحتى عصرنا الحاضر والولاء والوفاء متوارث جيلاً بعد جيل في هذا الشعب النبيل . لقد بايع هذا الشعب الوفي الملك المؤسس رحمه الله وأبناءه الملوك الميامين البررة في استمرارية راسخة وتكامل في مسيرة التنمية للوطن والمواطن ننعم فيها بالأمان والاستقرار والنمو والبناء. ونهج وطني اصيل يقوده ملكٌ امتلك المصداقية وأصَّل فينا الوفاء.ومليكنا سلمه الله استطاع أن يفرض رغبته وما يحمله بين ضلوعه من صفاءٍ ونقاء على عالم يعج اليوم بالمتعصبين والمتمزقين والمتكتلين. جاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله ، وعالمنا العربي والإسلامي تمزقه التفرقة ليقف شامخاً مدوياً بحكمته الأصيلة وصفاء قلبه ونقاء سريرته ويُعلن للعالم بأجمعه بأسلوبٍ حضاريٍ عصريٍ أنه لا سلام بدون حوار. هذا الأسلوب العصري لخادم الحرمين الشريفين فرض احترامه على العالم كزعيم مرموق ، وقد استطاع في وقت قياسي لحكمه أن يكسر قيود التعصُّب والطائفية فلا يستغرب نداء الملك للعراقيين أو السودانيين أو اللبنانيين أو الصوماليين ويدعوهم للوحدة والتآلف وكسر الحواجز بين فئاتهم وطبقاتهم. استطاع مليكنا حفظه الله بما له من مكانة وحبٍ مكنوزٍ في القلوب، خاصة قلوب زعماء هذا العصر أن يطلب منهم ومن غيرهم التمسك بوحدة الأقاليم والهدف والمصير والشعوب كما قام حفظه الله بالتوسط بين اللبنانيين والسوريين، فالملك عبدالله بفطرته العربية الأصلية حمل لواء السلام والاستقرار والتسامح فدعوته للحوار هي أحد دعائم التآلف ونقاء السريرة وصفاء الروح، فالحوار الذي نادى به ملكينا المحبوب هو من أساليب تصفية الحسابات الراكدة وتناسي الخلافات، فكما يقولون العتاب هو صابون المحبة، يصبح الحوار عند عبدالله هو رغبة في التناسي والتجاوز لجميع الخلافات الفكرية والدنيوية لتصفو النفوس وترتقي الطموحات وتتقارب الأهداف وتتلاشى الأحقاد بين أفراد الشعب الواحد. فالملك عبدالله سلمه الله عُرِف بصوت السلام ونداء التسامح، فالدعوة للحوار هي دعوة للتوحُد والتوافق بين الفرقاء؛ لأن الحوار هو عتابُ الأحباء كما يقول الشاعر: إذا ذهب العتابُ فليس ودٌ ويبقى الود ما بقي العتابُ فحوار الصراحة والتسامح والحب والتآلف لاشك أنه يذيب جليداً من الخلافات بين الإخوة والأشقاء، فكيف حاله بين الشعب الواحد، والواعي المُدرك لدوره السياسي والاقتصادي، حقاً إن الصلح دائماً ما يُولد من رحم التمزق والانشقاق.وحبنا لقائدنا قائد مسيرتنا لا تحده حدود ولا تحكمه سدود ولا موانع، وتواصل بين الأب وأبنائه والحاكم ورعيته، فاللهم أعد حبيبنا وعرقنا النابض بالعطاء عبدالله بن عبد العزيز إلى القلوب الخافقة بحبه والولاء له.