عندما يتكامل الدور التربوي مع مناهج التعليم يكتمل البناء الفكري لطالب العلم ستكون النتيجة الحتمية نشوء أجيال واعية تقوم بخدمة مجتمعاتها بمسئولية عالية . الواقع لدينا يشير إلى خلل ما يعيق هذا التكامل المنشود فمازال الاهتمام منصبا على المناهج التعليمية دون تفعيل للجانب التربوي الذي يعول عليه كثيرا في تقويم النشء وتهذيب سلوكياتهم بل وصقل شخصياتهم. تتعدد الأنشطة التربوية بتعدد التخصصات والمراحل الدراسية وقد أجاد الإعلامي أحمد الشقيري في إبراز عدد منها من خلال برنامجه الذي قدمه العام الماضي في شهر رمضان في محاكاة لتجربة اليابانيين كأنموذج فاعل له تأثير كبير في دفع عجلة التطور والحضارة في ذلك البلد الاقتصادي العظيم .وأمام تعدد هذه الأنشطة ظل المسرح المدرسي واحدا من أهم الوسائل التي يعول عليه كثيرا في إثراء قدرة الطفل على التعبير والحوار وبالتالي تفاعله مع كل التحديات والمشكلات التي قد تواجهه مستقبلا. إن ذكريات المسرح الجميلة لا تبرح الذاكرة فمنها وإليها يكون الاستدعاء لتلك الأدوار الهادفة التي كنا نقدمها ونتفاعل معها من خلال كتابات درامية تحمل خصوصية في نوعية الطرح التي تناسب المرحلة العمرية للطلبة حيث الأفكار والمضامين التي تجسد الواقع الملموس لاسيما وقضايا المجتمع التي تتطلب أدورا من التوعية والإرشاد . وعلى الضفة الأخرى من ذكرياته يبدو التراث الشعبي حاضرا بإطلالة أخاذة عبر القصائد المغناة التي كنا نتغنى بها على ألحان موروثاتنا الشعبية الأصيلة لتسهم بدورها في تعزيز قيم الأصالة ورقي الذائقة. بقي أن أقول أن للمسرح المدرسي دورا اجتماعيا مهماً في تقوية النواحي الاجتماعية من حيث الأعمال التطوعية والخيرية على وجه الخصوص كما وينمي الحس الثقافي ويجعل الطفل ميالا للقراءة وحب الاطلاع إنه يعزز القيم الإنسانية والعادات السوية كما و أن له دورا كبيرا في نشوء شخصيات قيادية يعتمد عليها في شتى مناحي الحياة .إننا نضيّع فرصة كبيرة أمام الأجيال في ظل محدودية الاهتمام بالمسرح , الأمر الذي لا يواكب أهميته الحقيقية إنه مايزال يقبع تحت مظلة حصص النشاط التي لا تعدو كونها فرصا مواتية لتعليق اللوحات وتزيين الفصول. أخيراً يقول مارك توين وهو أحد أعلام المسرح» مسرح الطفل أقوى معلم للأخلاق اهتدت إليه عبقرية الإنسان لأن دروسه لا تلقن بالكتب بطريقة مرهقة أو في المنزل بطريقة مملة بل بالحركة المنظورة التي تبعث الحماس». [email protected]