رحبّت رئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني الأميرة عادلة بنت عبدالله، بفكرة تشكيل مسرح متحفي يحكي للأجيال قصصاً واقعية من التاريخ السعودي. وأكدت أن البعد الحضاري للسعودية وما تزخر به من آثار منافسة عالمياً، يحتّم تطوير أداء المتاحف تربوياً لتعزيز الهوية الوطنية للأجيال وتنمية مهارات التفكير الناقد والرغبة في التعلم والاكتشاف، مشيرة إلى أن عرض التجربة المتحفية، تتيح للمعلمات وطالبات الدراسات العليا المبادرة لتطبيق برامج التربية المتحفية. وقالت خلال محاضرة بعنوان «التربية المتحفية.. بين الواقع والمأمول» التي أقيمت في الرياض أمس: «المتحف عبارة عن مجموعة من القطع الأثرية، لذا علينا أن نتفاعل معها بالشكل المناسب، فالأطفال يصعب عليهم معرفتها عن طريق المناهج، لكن الزيارات المتحفية فرصة ليرونها واقعياً، إذ نطلق لهم التفكير والتأمل فيها، فكل قطعة تحكي قصة، وهذا هو واجبنا تجاه مستقبلهم الذي يشكّل نواة لمستقبل الوطن وقدراته التنافسية، وهنا لا بد من الإشادة بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في زيادة عدد المتاحف حول المملكة». ورحّبت بفكرة إحدى الحاضرات في تكوين مسرح متحفي يحكي للأجيال قصصاً واقعية من التاريخ السعودي ويعرض جميع النشاطات الوطنية. وذكرت أن المتحف الوطني يحتوي على 8 قاعات، قام بتصميمها وزارة التربية والتعليم، مؤكدة أنها مطابقة بما يصل إلى 80 في المئة للمناهج الدراسية، مثل التاريخ والجغرافيا والكيمياء والفيزياء والأحياء والفنون الجميلة، مبينة أن تصميم القاعات يهدف إلى تعريف الأجيال بالتاريخ والماضي بأسلوب ممتع، معتبرة ذلك أفضل وسيلة لاستكشاف المواهب وتبادل الأفكار. من جهتها، أكدت المحاضرة في قسم التربية ورياض الأطفال في جامعة الملك سعود غادة الموسى أن المتاحف في العصر الحاضر لم تعد مجرد جدران وخزائن لحفظ الآثار كما كانت في الماضي، إنما مؤسسات تربوية علمية لها دور مهم في العملية التربوية، مطالبة الأسر والمدارس بتشجيع أبنائها على الاستفادة ممّا تتضمنه. وأضافت خلال ورقتها: «نهدف إلى إكساب الطلاب عادة زيارة المتاحف واحترامها كحرم للتاريخ والعلم وتدريبهم على أساليب البحث والاستفادة العلمية منها، نظراً لدورها الحيوي والمؤثر في التربية، بشكل قد لا يمكن تحقيقه داخل الصفوف الدراسية بالوسائل التقليدية، فما تقدمه من مصادر تعتبر مرفقاً مهماً من مرافق المعلومات، وتكمن مهمتها الأساسية في اختيار وانتقاء مصادر المعلومات والعمل على تنظيم عرضها بحيث تختصر كثيراً من الجهد وتضيف المعرفة الممتعة».