السلوك العام في مجمله نتاج بيئة ما.. متى ما صلحت أجوائها تهذب معها هذا السلوك ليبقى في أفضل حالاته دافعا للرقي الذي لا يتأتى إلا من خلال تطور مناهج التعليم التربوية وتكاملها مع ادوار التنشئة السليمة في محيط الأسرة والبيت, هنا ستكون المحصلة نشوء شخصيات واعية تدرك حجم مسؤولياتها جيدا. وأمام أحداث الشغب التي كانت تصاحب غالبية التظاهرات في الدول المتقدمة نجد بأن هذه الدول قد اتجهت للحدّ من تبعات هذه التظاهرات لنراها اليوم مقتصرة على بعض الحملات والتجمعات المسالمة التي ترافقها بعض اللوحات المعّبرة في هدوء تام يبعد كل البعد عن أجواء التشنج والتخريب الصورة للأسف تختلف تماما هاهنا ذلك لان البعض قد جبل على التخريب والتكسير والأذى والغريب آن هذه الأفعال لا تستثني لحظات الفرح وكأن قدرنا ألا نفرح أبدا. لقد اعتدنا في كل مناسبة سواء أكانت رياضية أو وطنية أن نصعق من وقع التصرفات الغير لائقة والتي سرعان ما تثير الاستياء في أنفسنا من جراء العبث والتكسير حيث الضرر الذي يلحق بممتلكاتنا العامة , ثمة من لم يدرك أن هذه الممتلكات إنما وجدت لنا ولأجيالنا و لعل في قراءتك للواقع بشكل جيد ما يؤكد أن هناك من يتحين الفرصة في سبيل قيامه بهذه الأعمال الغير أخلاقية وأحسب أن في أحداث التخريب التي سبق أن حدثت في مدينة الخبر خير شاهد على ذلك فقد تعرض كورنيش الخبر في رابع أيام العيد الماضي والذي جاء متوافقا مع احتفالاتنا باليوم الوطني لأعمال شغب قامت بها مجموعة من الشبان قاموا بسرقة وتكسير وتدمير محتويات 14 محلاًّ تجاريّاً بالإضافة إلى عدد من اللوحات الإعلانية والمرافق العامة السؤال الملح هاهنا ما الذي حدث بعد ذلك؟؟ هل قمنا بمناقشة المشكلة بشكل جدي هل بحثنا أسبابها وسعينا لإيجاد الحلول للحد من تفاقمها أم اكتفينا بمعاقبة العابثين والسلام؟ إن الإشكالية الحقيقة تكمن في هذا العنف الذي يمثل ثقافة عامة تشيعها أبجديات التعصب من جانب وقلة الوعي وانعدام المسؤولية والفراغ الذهني من جانب آخر. زد على هذا وذاك أنه وفي الجانب الرياضي على وجه الخصوص ثمة إعلام غير مسئول يسعى لتسويق مبيعاته على حساب القيم الإنسانية إنه يمرر رسائله المسمومة في سبيل تأجيج نار التعصب بين الجماهير الرياضية. وهنا بالذات قد تتعدد أشكال العنف لكن يظل أسوئها حين يصل الإيذاء إلى الأسر والمارة وقد وقعت عيني على مثل هذا فالبعض هداهم الله يتجاوزون الحدود ولا يعيرون احتراما لأحد إنهم ينتهكون الخصوصيات بالسخرية اللاذعة والتلفظ المتبجح المخجل ناهيك عن إقفال الشوارع وتعطيل السير وكم كنت أتخيل حال امرأة مغلوبة على أمرها على وشك ولادة أو حال مريض يحتاج إلى إسعاف طارئ في هذه الأثناء. إن للوعي المدروس بالغ الأثر في الحد من تفاقم هذه الأضرار وعليه لابد من تكثيف الوعي وتوسعة نطاقه عبر القنوات الفضائية وحبذا لو كان عن طريق نجوم المجتمع والثقافة والرياضة ممن يملكون كاريزما التأثير في شرائح المجتمع..أتمنى أن تكثف أدوارهم الاجتماعية من خلال الإعلانات التلفزيونية ليقوموا بإيصال صوت العقل لكل الناس بغية التنبيه والتوعية حيال ممتلكاتنا وآدابنا العامة فالرياضية قبل أن تكون وسيلة للترفيه هي قيم وأخلاق واحترام. [email protected]