رحم الله ابن مكةالمكرمة البار فقيد الوطن معالي الدكتور محمد عبده يماني، لقد كانت حياته كلها جهد وجهاد حافل بالانجاز والعمل في خدمة الدين والوطن، فلطالما دعا الى محبة الله وتقواه، ودعوته الى التنشئة والتربية الحسنة على محبة الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه ومحبة آل بيته وصحابته رضوان الله عليهم، وتأكيده على الوسطية والكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق وتؤلف بين القلوب ولا تبغضها. كما اتسمت حياته رحمه الله، بالجد الدؤوب والاخلاص في خدمة الوطن خلال مسيرة البناء والتطوير، وفي مراحل عدة استاذا جامعيا ووكيلا للمعارف ومديرا لجامعة الملك عبدالعزيز وقد شهدت في عهده توسعا وتطورا، ثم خلال توليه وزارة الاعلام حيث حقق الاعلام السعودي قفزة مهمة نحو التحديث والتطوير، وفي كل مسؤولياته حظي رحمه الله بثقة ومحبة القيادة وولاة الامر حفظهم الله جميعا، وليس من المبالغة القول أن الفقيد الكبير يكاد يكون منفردا في فضيلة العمل العام وخدمة مجتمعه بعد تقاعده وعلى هذا النحو الصادق. وكما كانت مسؤولياته رحمه الله حافلة بالانجاز في خدمة رجل دولة، كان اسهامه كبيرا ومتصلا في خدمة مجتمعه وقضاياه جهدا وفكرا وبذلا وانسانا بكل معنى الكلمة. فمما يحمد للفقيد العزيز انه خلال حياته كان شديد الالتصاق بمجتمعه ومن أولي العزم في ذلك، وحضور العام لم ينقطع حتى اخر حياته وما من مناسبة وطنية او خيرية او اجتماعية ولا مجلس خير الا وكان في مقدمة الصفوف ساعيا بإخلاص ومحفزا للهمم في بث الوعي والصلاح والاصلاح الناس، والريادة والاسهام المخلص في كل ما ينفع الفقراء ويعينهم على ضيق العيش وبناء الشباب وتوجيههم والمرضى وعلاجهم، كل ذلك من خلال العمل الخيري المؤسسي، وحب الاحسان بالبذل الشخصي وهي نعمة جليلة يختص الله بها من يشاء من عباده كما جاء عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم "ان لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم الى الخير وحبب الخير اليهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة" فما اسعد نصيبا من الذين حببهم الله في الخير والسعي اليه وهنيئا لهم، وما أشد حرمانا وفقرا من لم يوفق لقضاء حوائج الناس، وما افدح خسارة وبؤسا وذنبا من سعى الى تعطيل حوائجهم ومصالحهم. ولطالما كان معالي الدكتور يماني هذا العلم المكي رحمه الله، محبا للعلم والعلماء مداوما على مجالستهم، وقد انعم الله عليه بالعلم الغزير وبسجايا التواضع والكرم واللسان الرطب بذكر الله فرفع الله قدره داخل وطنه وخارجه واجمع الناس على محبته ووضعوه في منزلة كريمة وشعر الجميع بالأسى لفقده مع ايماننا بقضاء الله. رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان انه على ما يشاء قدير، ونسأله سبحانه أن يجعل كل ما قدم في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون الى من اتى الله بقلب سليم وان يعوضنا خيرا بأمثاله، لاسرته الكريمة ولذويه خالص العزاء والمواساة وهو عزاء الجميع في فقيد الوطن "إنا لله وإنا إليه راجعون" مكةالمكرمة ج/ 0505508362