لم يبرح حزن أسرة آل بجاد -جبر الله مصابهم- في فقد عميد أسرتهم الوالد الشيخ/ محمد بن أحمد بجاد –رحمه الله - منذ عدة أشهر حتى فاجأهم القدر بوفاة الشيخ/عبدالله بن أحمد بجاد -رحمه الله- شيخ قبيلة بني قطبه بمحافظة رجال ألمع بعد حياة مليئة بالإنجازات والجهود التنموية والمبادرات الوطنية والأعمال الخيرية لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه.كان خلالها في مقدمة مشائخ ووجهاء منطقة عسير في التأكيد على اللحمة الوطنية،وفعل الخير وتوحيد الكلمة، وجمع الصف والسعي الدائم لاصلاح ذات البين وقضاء حوائج الناس، والسعي في تفريج كربهم، وبذل الشفاعة الحسنة لهم مما يفرح له فيما سيجده من الأجر العظيم تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس . حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم أولئك الامنون من عذاب الله يوم القيامه). لقد توقف القلب الألمعي الكبير للشيخ/عبدالله بجاد بعد سنوات من العطاء الوطني،والإخلاص والتفاني في خدمة الأمن العام أثناء حياته الوظيفية وفي خدمة رجال ألمع كافة. كان –رحمه الله - صاحب همة عظيمة وإقدام عجيب قل أن تجده في أغلب الرجال.يتبنى ويدعم الرأي والعمل المتميز مهما كان شاقاً أوصعب الوصول إليه. عُرف بقدرته وحنكته الألمعية في وزن الأمور ومعالجتها،رغم صراحته وحجته القوية مع العديد من المسؤولين،فقد كان يؤمن بأن من واجب الموظف المسؤول حسن الاستماع للمواطن قبل تحقيق طلبه. انطلق في خدمة رجال ألمع منذ ملازمته الدائمة لوالده/الشيخ أحمد بن بجاد –رحمهم الله جميعاً- فقد كان يحضر معه مجالسه واجتماعاته، ويرافقه في زياراته لاصلاح ذات البين ،ويساعده في إدارة شؤون قبيلته مما أكسبه الخبرة والقدرة على تسيير الأمور ومعالجة الصعوبات.كان أول لقاء إعلامي أطلعت عليه لتوثيق أحد إنجازاته في (مجلة الجنوب) الصادرة عن الغرفة التجارية بأبها قبل ثلاثين عاماً تقريباً،وهو تنفيذ مشروع الربط الهاتفي بين الدوائر الحكومية في محافظة رجال ألمع، والتي سخر لها خبرته في هذا المجال فسهل على المسؤولين التواصل فيمابينهم، وكان هذا المشروع نقطة الانطلاق لدخول الخدمة الهاتفية إلى محافظة رجال ألمع.بعدها تواصل جهد وإنجاز هذا الرجل المخلص لخدمة منطقة عسير عامة ومحافظة رجال ألمع خاصة فساهم مع إخوانه من مشائخ القبائل في محافظة رجال ألمع في المطالبة والمراجعة والعمل على توفير العديد من الخدمات التنموية والحضارية لأهالي رجال ألمع. ولازلت أذكر مقابلته في إحدى زياراته المتعددة لمدينة الرياض لمراجعة أحد المسؤولين لتنفيذ وعده في توفير أحد المشروعات التنموية برجال ألمع، فقد كان يشرح عن جهود ولاة الأمر –حفظهم الله - في الحرص على توفير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لأبنائهم المواطنين، ويوضح بحماس كبير أهمية هذا المشروع،ودوره البناء في خدمة أهالي رجال ألمع أسوة بغيرهم من أبناء الوطن الكبير. لقد كان حماسه –رحمه الله - وحرصه على تنفيذ المشروعات يفوق طموح وعزيمة رؤساء بعض الجهات المعنية بذلك رغم ماسوف يحققه تنفيذها لهم من الإنجاز الوظيفي والعملي.ولايزال صدى مقاله الشهير في جريدة الوطن بعنوان (لماذا أسقط «الشورى» مشروع تعديل لائحة مراقبة الأراضي؟ ) شاهداً على صدقه وإخلاصه في قول الحق والمطالبة به.وإن من الوفاء لهذا الرجل المخلص أن يوثق لسيرته وإنجازاته ومسيرته في خدمة وطنه عامة ومحافظة رجال ألمع خاصة،حتى تكون أعماله وجهوده شاهداً للأجيال القادمة على ماقدمه سلفها في خدمتهم والحرص على مستقبلهم وتوفير الحياة الكريمة لهم. ختاماً: رغم الفقد الكبير لرجال ألمع عامة ولأسرة آل بجاد خاصة في رحيل كبارها إلا إن فيها من الرجال والوجهاء المخلصين من يستطيع أن يواصل المسيرة المشرفة لسلفهم الصالح،وأن يخلد ذكر أفعالهم في زيادة البناء ومواصلة العطاء لخدمة ألمع وأهلها. د.علي عبده الألمعي - لندن