التراحم والتطوع قيم جميلة للتكافل عشناها أجيالا وأجيالاً متمثلة في صلة الأرحام وحق الجار والصداقة وكل انسان، واليوم تعيش الأجيال مع بعضها البعض دون أن تتعايش بنفس الروح في الماضي الجميل ودون أن تلتفت كثيراً لهذه القيم والحقوق.هذه الخواطر تبادلتها مع جمع كريم خلال زيارتي لحبيبنا السيد عبدالوهاب ابراهيم فقيه بالمدينةالمنورة، وأخذتنا الذكريات طويلا إلى سنين مضت من مشوار العمر جمعتنا الحياة خلالها برجال نفوسهم أصيلة كريمة، وناصعة تعبر عنها مواقف الرجال.والسيد عبدالوهاب فقيه له مكانة عزيزة في النفس وله من المواقف ما يعكس أصالة معدنه وطيب نفسه، وعادة ما نتبادل الذكريات عن مجتمع المدينةالمنورة في الماضي حيث معالمها ورجالها وحاراتها وأعيادها، وفي الحقيقة استمتع بحديثه حول واقعنا الاجتماعي، فحياته متعه الله بالصحة والعافية، عامرة بالعطاء والمعايشة الحقيقية لواقع مجتمعه، والحقيقة أقدر للوجيه أبو محمد اهتمامه بضرورة نشر قيم التطوع والتعاون والتراحم بين المجتمع وهي صفات أكرمه الله بها والكثير من رجال المجتمع الذين يأخذون على عاتقهم احياء هذه الروح الأصيلة وتطبيقها في مجتمع اليوم. إن معرفتي بالأستاذ عبدالوهاب فقيه قديمه وعن قرب على المستوى الشخصي مثلما نعرف دوره ونجاحاته خلال مسؤولياته السابقة وسيرته الذاتية الحافلة بالعلم والعمل في خدمة الوطن منذ حصوله على الشهادة الجامعية من سوريا وعمله في مواقع حكومية شتى ومنها مكتب البرق والبريد والهاتف بالرياض في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، ثم رئيسا لقسم التوثيق بالبرق والبريد في مكةالمكرمة وترفيعه إلى محرر أول في ديوان المديرية نفسها لمدة ثماني سنوات، كما أن مشواره حافل بالعمل في القطاع الخاص حيث عمل بمؤسسة بن لادن بين جدةوالمدينةالمنورة أربعة عشر عاما وانتقل إلى المدينةالمنورة والمشاركة في التوسعة الأولى للمسجد النبوي الشريف ومرافقا للشيخ محمد بن لادن وبصحبة معالي الشيخ محمد سرور الصبان والشيخ محمد باحارث رحمهم الله جميعا، وفي العمل العام عضويته بالمجلس الاداري لإمارة المدينةالمنورة (مجلس المنطقة حاليا لمدة 14 عاما) ثم المشاركة في تأسيس إدارة شؤون الأدلاء مع أعضاء هيئة الادلاء، فرئيسا لمجلس الادارة حتى عام 1426ه كان خلالها نعم المسؤول حيث شهدت المؤسسة الكثير من التطور والتحديث وتأكيد روح التفاني والتعاون في خدمة الزوار ضيوف الرحمن، والحمد لله تتواصل الجهود المخلصة في مؤسسة الأدلاء بقيادتها ومجلسها الحالي ورجالها وهم بالفعل خير خلف لخير سلف جيلاً بعد جيل. إن ما يحمد للسيد عبدالوهاب فقيه جهوده في خدمة مجتمعه وحرصه على هذا الدور كأحد وجهاء مجتمع المدينةالمنورة المشهود لهم بالرأي والمواقف، وله المحبة والمكانة في النفوس ودائما يدعو إلى بناء الخير في نفوس الأجيال بغرس روح التراحم والتطوع باعتبارهما جناحي التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الاسلام ليقوى به المجتمع.والجميل في رؤية السيد عبدالوهاب فقيه متعه الله بالعافية، أن التكافل لا يعني الجانب المادي فقط بل يعني المشاركة في بناء المجتمع وحماية الأخلاق مثلما هو في إغاثة الملهوف وترسيخ هذه القيم.فما أجمل التراحم الذي أكد عليه ديننا الحنيف بالتعامل بين الناس بالعطف والتواضع والإحسان لتسود السعادة والترابط قال صلى الله عليه وسلم "إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة". حكمة:"خير الناس أنفعهم للناس" حديث شريف