تغيب عن العيون، لكنك حاضر في أكثر زوايا الفؤاد دفئًا، ويغيب جسدك، وتبقى سيرتك مخلّدة إلى أبد الآبدين.. نلتفت ونسمع صدى طيبة قلبك.. فكنت نعم الزوج، والأب الحنون.. وأينما بكت أعين الفقراء مستنجدة تمسحها بيديك الممدودتين بالخير والعطاء.. وإن وصفنا العزيمة فهي مجسدة في صفاتك المحببة إلى النفس، وكلماتك النابضة بروح الحكمة والنصيحة والهداية التي تزهو بها الأُممُ.. كنت سبّاقًا لدعم قضية النصرة، وأُشهد الله على مؤازرتك ودفاعك عن الحبيب المصطفى، ولن أنسى اتصالك قبل رحيلك بيوم لترتيب لقاء قريب حول سير القضية، ومتابعة الأمور، وذبَ الإساءة عن رسول الله، ولم تكن تعلم بموعد القدر، فأي أجرٍ تدّخرُ؟! فيا سيدي إنك عزيز طيب مقدام.. سبّاق للخير لا تتمللُ.. الخير فيك ولديك تيمنًا لقول الحبيب محمد (إن لله عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير فيهم إنهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة). وآخر دعوانا بأن لا حول ولا قوة إلاّ بالله، وأن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى، وإنا بقضاء الله راضون، ولما أصابنا محتسبون، ولا نقول إلاّ ما يرضى الله عز وجل: (وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).