كثير من المشاريع كانت حلما وأمنيات طموحة على مدى سنوات وسنوات، كنا نظن أنها ستظل تلامس مخيلتنا ، لكن التمنيات أصبحت واقعا والخيال أصبح حقيقة يعيشها ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار كل عام وأنتم بخير.. تهنئة واجبة بعيد الأضحى المبارك وبنجاح موسم الحج ، فقد قضى حجاج بيت الله الحرام مناسكه وشعائره على خير وأفضل ما يكون ، في أجواء من الأمن والأمان واليسر والسهولة رغم الأجواء والتحذيرات العالمية من أنفلونزا الخنازير، فقد اتخذت المملكة بتوفيق من الله ثم باهتمام الدولة كافة الاحتياطات الصحية لسلامة الحجاج ، وهذا نجاح لمسؤوليات المملكة الكبيرة تجاه ضيوف الرحمن. والحمد لله استفاد الحجاج هذا العام من جسر الجمرات كاملا بعد أن اكتملت مراحله ومستوياته الخمسة في تفويجهم وهو إنجاز تاريخي كان حلما ومطلبا، وأصبح اليوم واقعا مثل مشروعات كبيرة وكثيرة ذات أهداف ونتائج إستراتيجية ، بعضها اكتمل وأخرى بدأ العمل فيها ، مما يستوجب الشكر لله على نعمائه وتوفيقه لهذا البلد الطيب بقيادته الحكيمة وعزيمتها الصادقة التي لا تدخر وسعا ولا جهدا في سبيل الارتقاء لخدمة ضيوف الرحمن عاما بعد عام وعلى مدار العام. نعم كثير من المشاريع كانت حلما وأمنيات طموحة على مدى سنوات وسنوات، كنا نظن أنها ستظل تلامس مخيلتنا ، ظنا منا بصعوبة تنفيذها على أرض الواقع نظرا للطبيعة الجغرافية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة خاصة ، لكن التمنيات أصبحت واقعا والخيال أصبح حقيقة يعيشها ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.. واليوم تجري الأشغال على قدم وساق في مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة المسجد الحرام وهو إنجاز تاريخي في غاية الأهمية يضاف للإنجازات السعودية في العناية بأقدس المقدسات ، مثلما استفاد زوار المسجد النبوي من مشروعه – حفظه الله لتظليل ساحات المسجد النبوي الشريف. أذكر قبل سنوات وفي هذه المساحة من صحيفة (المدينة ) اقترحت فكرة قطار بالمشاعر وكذلك إسكان الحجاج في مبان بمواصفات خاصة على سطوح الجبال ، يتوفر فيها كل وسائل الحماية والسلامة خاصة وقلت أن الإمكانات موجودة والتقنيات متوفرة وأصبحت تذلل عقبات كثيرة ، واليوم نرى نماذج من مبان سكنية في منى على سبيل التجربة والتقييم من كافة النواحي كذلك بدأ العمل في قطار المشاعر ، وهذا يثبت مجددا أن المملكة في إنجازاتها وتخطيطها لمشاريع الحج تقوم على رؤية إستراتيجية متكاملة وتخطط لمستقبل بعيد في خدمات الحج ، حيث ستشهد فيه أعداد الحجاج زيادات كبيرة مما استلزم هذه الانطلاقة القوية وكانت الإرادة والعزيمة الصادقة بعد توفيق الله تخطيطا وإنجازا. وكل ما نراه واستفاد منه ضيوف الرحمن حجاجا ومعتمرين يؤكد حقائق هامة: أولها إخلاص هذا البلد في مسؤولياته وبذله الكثير والكثير من أجل مشاريع الحج وخدمة ضيوف الرحمن أينما كانوا، وثانيا ترجمة إرادة القيادة وتوجيهاتها إلى خطط ومشاريع لا تتوقف وترتكز في ذلك على دراسات علمية وميدانية جادة ومهمة إن كان في معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج أو الجامعات الأخرى خاصة جامعتي أم القرى والملك عبد العزيز. إن مشروعا إستراتيجيا بهذه الضخامة والأهمية مثل قطار المشاعر وما يماثله من مشاريع قطار أضخم إلى المدينةالمنورة ومن ثم ربط المملكة بشبكة حضارية من السكك الحديدية يعد في حد ذاته مرحلة تاريخية جديدة من التنمية في الوطن وفي مشاريع الحج خاصة وأن قطار المشاعر سيستفاد منه بإذن الله في حج العام القادم 1431ه. إضافة إلى ذلك الحرص على الاستفادة من أحدث التقنيات الإلكترونية في خدمات الحج مثل نظم المعلومات الجغرافية لمتابعة خطط نقل الحجاج داخل المشاعر المقدسة . وفي هذا المجال أتوقع أن تدخل مشاريع جديدة في هذا الإطار جنبا إلى جنب مع الإمكانات الهائلة والطاقات البشرية المتخصصة الهائلة أيضا من كافة الأجهزة المعنية بالحج ، إن كانت من وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها من أمن وجوازات ومرور ، والمنظومة الكبيرة والمتكاملة من الدفاع المدني في تأمين سلامة ضيوف الرحمن ، والجهود الضخمة الصادقة من كافة الوزارات والجهات ذات الصلة من مدنيين وعسكريين.. وهذه النجاحات والإنجازات تمثل مرحلة نوعية من خبرات وإمكانات المملكة بقيادتها الرشيدة جزاها الله كل خير . تهنئة لضيوف الرحمن بالحج المبرور إن شاء ، ولوطننا الطيب قيادة وشعبا بهذا النجاح ، والله نسأل دوام التوفيق .