يقول الله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً، وعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ، ويَذْكُروا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعلومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعامِ، فَكُلوا مِنْهَا وأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ) الحج 27، 28. وَقَوْله " وَأَذِّنْ فِي النَّاس بِالْحَجِّ " أَيْ نَادِ فِي النَّاس بِالْحَجِّ دَاعِيًا لَهُمْ إِلَى الْحَجّ إِلَى هَذَا الْبَيْت الَّذِي أَمَرْنَاك ببِنَائِهِ فَذَكَرَ أَنَّهُ قَالَ يَا رَبّ كَيْف أُبَلِّغ النَّاس وَصَوْتِي لَا يَنْفُذهُمْ فَقَالَ نَادِ وَعَلَيْنَا الْبَلَاغ فَقَامَ عَلَى مَقَامه، وَقِيلَ عَلَى الْحِجْر وَقِيلَ عَلَى الصَّفَا وَقِيلَ عَلَى أَبِي قُبَيْس وَقَالَ :يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّ رَبّكُمْ قَدْ اِتَّخَذَ بَيْتًا فَحُجُّوهُ فَيُقَال إِنَّ الْجِبَال تَوَاضَعَتْ حَتَّى بَلَغَ الصَّوْت أَرْجَاء الْأَرْض وَأَسْمَعَ مَنْ فِي الْأَرْحَام وَالْأَصْلَاب وَأَجَابَهُ كُلّ شَيْء سَمِعَهُ مِنْ حَجَر وَمَدَر وَشَجَر وَمَنْ كَتَبَ اللَّه أَنَّهُ يَحُجّ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ هَذَا مَضْمُون مَا وَرَدَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف. نحن في ارض الحرمين الشريفين والمقدسات الاسلامية بقيادة " الانسان " سنظل ابدا نفخر بأن خدمة الحاج شرف لنا، وضيوف الرحمن محط اهتمامنا من القيادة الى الحكومة ثم الى اصغر مساهم في وفادتهم ورفادتهم وسقايتهم، وسنظل نعمل معا جنبا الى جنب على تيسير امور الحج عاما بعد آخر، ونضيف الى خدماتنا خدمات نوعية وبعدا آخر نحو التسهيل، وعلينا ان نؤمن ان الحج عبادة وسلوك حضاري ونؤسس للعمل الميداني رؤى تليق بإسلامنا واهتماماتنا الدينية والدنيوية ، اعانكم الله على خدمة ضيوف الرحمن بصورة يليق بهم وبمن جاءوا من اجله، وسدد الله خطاكم من اجل رفع اسم الوطن عاليا بالعمل على نجاح موسم حج العام الجاري. فتاوى استدرجت ربما من حيث لا تدري اللجنة الدائمة للافتاء ببراعة دعي متحامل الى اصدار الفتوى رقم 24937 وخلاصتها عمل المرأة " كاشيرة " محرم هكذا بعيدا عن أية رؤية اخرى تجيز عملا شريفا للمرأة ولا تمنه عليها، باعتبارها من سقط المتاع، ولا أصل لها في البقاء على قيد الحياة، وبعيدا عن أي منهج يبصر حال الأمة اليوم وعوائد تعطيل نصف المجتمع، وعواقبه غير المحمودة ، والوقوع في محظور التحريم المطلق واشكالياته، وان كنت احسن الظن فيمن ذهبت بهم الفتوى بعيدا اقول ربما على البعض ان يعود لقراءة بعض اساسيات الاقتصاد الذي قال فيه علي رضي الله عنه لو كان الفقر رجلاً لقتلته، العمل ايها السادة اشرف من تصعير الخد ، ومد اليد ، والحاجة الى منفق بخيل او نكد، المطلقة والارملة والفتاة بحاجة الى عمل يقيهن السوء وتبعاته بكل اصنافه، ربما نحن بحاجة الى فكر قادر على مواءمة العصر مظهرا ومخبرا حتى نكون جديرين به، احسنوا الظن، واعيدوا بناء المجتمع لقبول الاخر، فبعض دول العالم الاسلامي لا ترى حرجا او معضلة في عمل المرأة.