* أنا أدرك أن المزاح قد يتحول إلى جد في أكثر الأحيان، وربما قاد إلى العراك! وتجربتي الصحافية علمتني وعرفت فيها أصدقاء، والصحافة تدفع إلى الإثارة وفيها ترويج للصحيفة دون ديمومة التحاور الذي تمتد به الايام.. ومرت الأيام ومارست الكتابة في صحافة المؤسسات حتى من خلال انشغالي بإدارة النادي وهموم الثقافة وما أكثرها! * وأعجبني عدد «الجمعة» من هذه الصحيفة -البلاد-، ووددت أن يكون بديمومة أو من خلال عدد اسبوعي متميز بجانب شكله ولكن بمحتوى متميز من المقالات الأخاذة، ذلك أن الصحافة المقروءة في وعلى الورق أو في الشاشة متجددة تتسم بمساحة من الحرية وتتناول اشكالاً من الطرح.. وحين أقول «الحرية» فإني لا اجذّف بعيدا في صور من الصخب الذي يذهب صداه بعد قراءته مباشرة، فالقول الذي يحمل افكاراً عقلانية ذات قيمة هو ما يبقى في ذهن القارئ الجاد، ذلك أنه القول المتجدد الاداء والهدفّ أن قوة الكتابة في تأثيرها الايجابي الذي يتجه الى البناء والإصلاح، ولا أعني الركود التعبيري، وأخونا «الفائدي»: يردد كلام لا يهم احدا، وهو يقول ذلك ساخرا، والعبرة بالكلم الذي يوصل الى نتائج ايجابية في المعالجة الهادفة الحقة! * وحين احلق قريباً عبر هذه السطور فأكبر الظن اني جاد فيما أردد وأقول! و»البلاد» الصحيفة في حاجة ملحة الى ارتقاء، وعندي أن ما أهدف إليه يتحدد في لأمرين أو ثلاثة أن صح هذا التعبير أجملها في: 1 - اقلام قوية تكتب ل(البلاد) وتكون قادرة أن تطرح ما ينبغي أن يقال! 2 - انفاق مالي يكافئ الاقلام المشاركة! 3 - التزام التحرير بالارتقاء بالصحيفة في زمن يحدد بشهور سنة كمثل، واذا لم يتحقق ذلك، فأن التحرير يصبح هو المسؤول الاول عن الانفاق الضائع، أو ما يمكن أن يعبر به كمخرج من أزمة الركود الجاثم، ذلك أن لا جدوى لصحيفة لا تأثير لها في الساحة بجانب صحف لا اذهب بعيدا إذا قلت إنها ناجحة، وأن نجاحها يتجدد، لانها سلكت سبيلا جعل لها قيمة وذلك من خلال قدرات أو سمها دماء حارة أن صح هذا التعبير! * إنني لا البس جلباب المصلح، غير أني أعيش في زمن سريع الركض لا يأبه للنظارة الوقوف على حوافي السبل يرسلون أبصارهم للعابرين من البشر، كل اختار دربه أو سار مع السائرين.. والحياة عمل وأداء وحراك راكد ومتجدد، قديم وجديد، وقدرات شتى.. العمل دائب وهو الوان أو دروب وسبل شتى، نجاح واخفاق.. تلك هي عبر دهور، كل الخلائق سائرة الى هدف، الى غاية، السعي متصل والادوار مختلفة وفق الاداء والقدرات ومعطيات ما ينداح في هذه الحياة الدنيا، والحديث النبوي الشريف: كل ميسر لما خلق له.. اعتذر للعزيز رئيس التحرير وجهازه عن هذه الخواطر الفجة، وذلك من احتفاء بعدد الجمعة.. وحين يتاح لي الكتابة فلن اتردد بعون الله تعالى.. وتحية لرفاق الدرب الطويل وانا سائرون الى غاية هدفنا استجابة لدعوة الحق: وقل اعملوا وهو سبحانه المستعان.