يقال إن من علامات تقدم الشعوب تقبلها للنقد، بالطبع البناء و إن لم يعجبك، والإنتقاد هو نوع من المعاتبة التي وصف الخالق بعض عباده المخلصين بممارستها وهم أصحاب النفوس اللوامة، هم يلومون أنفسهم لأنهم انتقدوها فقبلت النفس الإنتقاد مما يعني الإعتراف بالخطأ الذي يعتبر في علم الشخصية أول مراحل التصحيح، لأن من لا يعترف بخطأه يقوم بإرسال إشارات لجميع أنظمته العقلية بأن ما قام به هو الصواب ولذلك يكرر فعله ولا يتغير والعكس صحيح. الفرد، العائلة، الشركة والمجتمع مطالبون بالتحرر من ثقافة رفض النقد الذي نصنفه كنوع من الإتهام فتجدنا مدافعين من قبل أن نكون مستمعين أو متفكرين، ولذلك أخبرنا الخالق جل في علاه أن من أصحاب النار من يقول" وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" ويقول عنهم الخالق سبحانه " فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ " الذي هو عدم الاستماع والتعقل لأنه الطريق للإعتراف وقبول الحق الذي يحدث التغير. للأسف في مجتمعاتنا العربية دأب الناس على أن الأكبر سناً هو الأعرف بكل شيء وهذه حقيقة كانت واقعاً بسبب أنهم في الماضي كانوا يكتسبون المعرفة بالسنين، الآن تغيرت هذه الحقيقة الأثرية ولو تعقلنا فسنعترف بالحقيقة الحالية، عندها سوف يتضح لكل الفئات المذكورة في بداية المقطع السابق أن التصغير، الاستهتار الذي قد يمارسه الكبار في السن على الشباب الآن قد يكون سبباً في تظليل التخطيط وتطوير الأنظمة والإجراءات وبالذات الأمنية لأن فكر المخطط أو المسؤول يكون قد جانب الصواب في الإعتراف بالحقيقة المؤثرة، وبناء عليه سوف تكون النتائج غير متوافقة مع الواقع ويضيع فتى المستقبل الذي أحبط. لابد أن نعترف أننا نفتقد ثقافة التشجيع وتبني المواهب التي قد نشاهدها في أبنائنا، زملائنا أو غيرهم بسبب أننا لم نمارس أساليب زرع الثقة في النفس التي تجعل الشخص طموحاً لمنافسة المتقدمين في أوروبا و إن كان يعيش في بيشة لأننا نعرف أنهم ونحن لدينا نفس المكونات العقلية و الجسدية وقد نذهب إليهم لإستخدام ومعرفة العلوم، لكن الفرق أن الثقة تزرع فيهم بل تخلط مع الحليب والمعجنات منذ الصغر فتجد أن الأخ يشجع أخاه وكذلك الجار وقبلهم الوالدين، عندنا يحطمون في مقدراته إما بالإهانات لعدم احترام إمكانياته وبالذات العقلية أو بالإهمال لتطلعاته الرفيعة والطلب منه التفكير " على قد اللحاف". أعتقد أن الإنسان الذكي لن تستطيع تغييره إلى غبي بدون تدخلات خارجية، وعليه فإن النماذج الحديثة من الشباب من بسبب ثورة الإتصالات تفجرت مخيلتهم وقدراتهم بما شاهدوه يصدر من قرنائهم في العالم يحتم علينا احتواءهم وتسخيرهم لما فيه مصلحتهم ومصلحة الأمة، بدون ذلك سوف تستخدم إمكانياتهم من قبل آخرين لا نجهلم ليجعلوا من هذا النموذج الذي أهملنا استغلالها كأداة بناء، ليسخروا كل إمكانياته التي استهتر بها ولكن كأداة تخريب ودمار بحكم أنه أصبح لا يفكر مثل الحمار الذي لا يفعل تلك الأفعال والتي منها أن يكون محتالاً أو أنبوب انفجار. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا