** هذا رمضان يأتي من جديد فتشعر النفس بشفافيتها لتنعتق من قيودها لتعيش لحظة الانطلاق نحو رحاب أوسع وأكبر. ** هذا رمضان يأتي كأحسن ما يكون إشراقة ليصهر النفوس التي أكلها الزمن بآرائه السوداء ليجعل منها رمضان أكثر بياضاً وسمواً وتسامحاً ورضا. ** هذا رمضان يأتي ليعطينا الفرصة الألف لنتخلص من صغائر نفوسنا ليجعلنا أكثر بهاءً وأكثر صفاءً لنقتل في نفوسنا سوداويتها ونطحن فيها غرورها وكبرياءها. ** هذا رمضان يأتي بكل ما فيه من قدرة على نقاء الروح فيمنحنا المزيد من التخلص من عنعنات الذات التي أغرقنا فيها أو هي أغرقتنا. ** هذا رمضان يأتي كأبهى ما يكون شهراً له نورانية الفضل وقدسية الذكر وجمال الدعاء لكي يجعلنا نرتفع فوق كل صغائرنا وظلمنا لأنفسنا. ** هذا رمضان يأتي لنفتح في حياتنا صفحة جديدة لنسجل فيها ما نود أن يكون ناصعاً وبهياً. ** ها هو أتى ويوشك أن يودع فهل استطعنا أن نتغلب على ما في داخلنا من ترسبات مُضنية؟ إن في النفس أملاً وفي القلب رجاءً أن نكون أكثر طهراً وأكثر إيماناً ويقيناً وتسامحاً. ** هذا تاسع يوم من أيام هذا الشهر الكريم وهي أيام تمضي سراعاً ونحن في وسطها "نجري" دون أن نتوقف قليلاً ونسأل.. ماذا بعد؟ إنه السؤال العجيب الذي لا بد له من إجابة صادقة لكن كيف ومتى؟. ** يقول عنه أهل "بلاد الشام" "آب اللهاب"، والبعض منا يقول عنه "أغسطس فيه من العرق ما يجعل جسم الإنسان فيه يغطس". ** استوقفني هذا القول "كل الباقي من هذا الشهر واحد وعشرون يوماً فقط" إنها تمضي سريعاً كرفة العين.