"جدة المال والجمال" عنوان اصدار عن جدة ومالها وجمالها اصدرره قبل أكثر من ربع قرن صديقنا الاعلامي والباحث والفنان هاني ماجد فيروزي يرحمه الله جمع فيه الكثير عن جدة وتجارتها وبيوتها وشوارعها. في جدة ومع اعتزاز أهل مكةالمكرمة بالجوار الكريم فإن جدة ارتبطت منذ مئات السنين بأهالي مكة سواء الطريق للحج منها أو التجارة والتعامل الاقتصادي حتى اطلق على البعض "دهليز مكة" باعتبارها متلاصقة بل سميت "بوابة الحرمين مكة من جهة والمدنية المنورة من جهة أخرى". أهالي جدة في السنوات الأخيرة توثقت العلاقة أكثر بعدد لا بأس به من "بيوتات" جدة واكتشفت وجود أو مشترك يربط أهالي جدة وهو حبهم لجدتهم وغرامهم بها وتغزلهم بكل مافيها شوارعها - بحرها - أزقتها - بيوتها وأحيائها القديمة - مساجدها - متاجرها وأسواقها بل وكل ما يرتبط بها. العُشاق من عشاق جدة الذين التقي بهم دائما العديد من الاسماء يحضرني فيهم الان المناعية د. عبد الله وأخيه محمد ود. السيد عدنان اليافي والعمدة محمد صادق دياب ابن حارة "البحر" وسامي خُميس - أحمد فتيحي - د. محمود بترجي وأحمد باديب وآل جمجوم وأبناء ينبع من محبي جدة آل الرحيمي وغيرهم . من أجل جدة هذه الاسماء وغيرها يترنمون بجدة ويسجلون عنها قصائد ومقالات بل إنها تعيش في دواخلهم وترتبط بحياتهم وهو ماجعلني أفرد هذا المقال للحديث عن هذا "الهوى" المتغلغل في الورق والأفئدة.. ماذا يقولون يتحدث عدنان اليافي عن التاريخ القديم بل الموغل في القدم عن جدة واثارها وزوارها من كل أنحاء الدنيا ومتاجرها وبيوتها القديمة وشوارعها. وبمشاركة عبدالله ومحمد مناع وهم يتغنون بعشقهم ولا يقبلون إلا أن يحب الجميع جدة وحقاً هي أهلاً لكل ذلك.. أبناء جدة وفي العدد الأخير من مجلة " جدة" الصادرة عن امانتها تجد سامي خميس رئيس التحرير وقد وضع بيوت جدة " بيوت البلد" على غلافها واستكتب عدد من ابنائها بل استطاع ان ينشر من واقع سجلات عقود الانكحة " زواجات" تحت في 21- جمادي الاول 1349ه مترفاً بأعمال عاشق جدة من أبناء مكة المهندس الفنان د. محمد سعيد فارسي وقصيدة من حلمنتشيات حسن نصيف يرحمه الله والذي ظهر منزل أسرته على غلاف العدد واحاديث عن الحاج محمد علي زينل ومحمد الطويل يرحهما الله وماذكره ابن اليافي في كتابه "جدة في شذرات الغزاوي" وحديث من أحد أبناء الكيال وسيدات جدة وماقدموه لها سواء فنانات أو ربات بيوت أو سيدات أعمال واللاتي لهن العديد من الادوار الاجتماعية والعملية والاكاديمية وغيرها في جدة. إضافة لما يسجله أحمد باديب ومن السنوات عن جدة " عائلة محترمة" في البلاد واخرى ماكتبه في مجلة جدة عن " حمار النورة" واحاديث محمد رقام ومقاله الجواهرجي أحمد فتيحي عن بيوت جدة القديمة والنسيج الاجتماعي قديماً لاسرها وعاداتهم . البحر يمثل البحر في جدة لوحة جمالية يضعها أهل جدة في الدرجة الأولى وتكون بداية مطلع عشقهم والهامهم بل وإرتباطهم الأسري القديم بالهوري والسمك ورزق البحر وقدوم الحجاج واضاف المواد التجارية بمعنى ان البحر في جدة شيء آخر يليه الترابط الذي يتحدث عنه اهالي جدة في مابين العوائل والأسر وحميمية الجيران والاسواق القديمة حتى ان اثار جدة القديمة لازالت لليوم وان جار عليها الزمن والايام واهمال أهلها .. هذه تحية ثانية لابد منها وأنا التقي بعدد من أهالي جدة أبادلهم حبها وقضاء الاوقات الجميلة فيها وستظل جدة عروس البحر وستظل جدة درة المدن وهي كما قيل " غير" بأهلها وحبهم وإرتباطهم والتصاقهم وبتاريخها القديم جدا قدم الارض .. رحم الله هاني عندما قال جدة "المال والجمال"..