كنت أكتب مقدمة لحكايتي مع جدة سميتها "معشوقتي"، وقد أرسلت نص هذه المقدمة لحبيب وغال هو السفير فؤاد أحمد ناظر، وهو من جيل النهضة الأولى للمتعلمين في الحجاز، وكان صديقاً وزميلاً لخالي عبدالوهاب حسوبة، وكان أحد نجوم المراسم الملكية في عهد الملك سعود رحمه الله، ثم أصبح علماً من أعلام سفرائنا المقتدرين، وقد خدم هذه البلاد في سفاراتها المختلفة أكثر من نصف قرن كان فيها علماً يقتدى به أطال الله عمره، أستاذي السفير تصفح ما كتبت وبعث لي برسالة رائعة مثله ينبهني فيها عما لا أعرفه أو سهوت عن ذكره فهو ابن جدة وابن حارة الشام الأصيل، وسأتحدث عن رسالته مع إضافة ما أعرفه عمن ذكرهم في الرسالة ليكون هذا المقال جزءاً من تاريخ حارة الشام. كانت جدة كما ذكرت في مقالات سابقة عبارة عن أربع حوائر داخل السور وأحياء متفرقة خارج السور تستعمل في الصيف كالبغدادية أو في الشتاء كالنزلة اليمانية، كما كانت الكندرة أيضاً منطقة فيها غابة من أشجار الدوم والنبق وكانت تسكنها قبيلة من آل الكندري لذا سميت بذلك الاسم والكندري عائلة معروفة في جدة من قديم. في حارة الشام والتي يدل اسمها على موقعها وهو شمال مدينة جدة كان يسكن الوجيه محمد نشار قريباً اليوم من فندق البحر الأحمر أي في أطراف هذه الحارة الشمالية، وكان الوجيه النشار متزوجاً من خالة والدتي من آل خميس، وكان بجانب بيت النشار هذا بيت الوجيه ورئيس الحزب الوطني في ذلك الوقت الشيخ محمد الطويل رحمه الله، وبجانبه بيت رجل الأعمال الشهير اللبناني الأصل نجيب صالحة، وكانت هذه البيوت تطل على منتزه كبير كانت تقيم فيه العوائل الكبيرة أفراحها واسمه المنتزه، وخلف بيت الطويل كان بيت سالم خميس وهو ذاك اللاعب المشهور في كرة القدم والطالب الذكي في مدارس الفلاح وزوج ابنة العم عباس عثمان خميس والد السفير القدير بكر خميس والصحفي المشهور سامي والزميل والحبيب الرائع طارق عباس خميس. وبالطبع هناك بيت شمس شيخ النجارين وبيت عم عبدالله وعم سعيد بن زقر وخلفه بيت اللاري الذي كان جدهم سفيراً لإيران وهم أخوة للخال حسين علي شبكشي وهو أخ للخال حسن علي شبكشي زوج بيبي عيشة طويلية والخال صالح شبكشي والد الأخ هشام والدكتورة آمال وأخواتها والخال عبدالمجيد شبكشي الذي كان مديراً لشرطة جدة ثم رئيساً لتحرير جريدة البلاد وهو والد السفير فوزي والسفير الدكتور أسامة شبكشي وزير الصحة السابق، وكلا الخالين صالح وعبدالمجيد متزوجان من آل لنجاوي أخوات الوجيه عبدالله لنجاوي وهو عديل عمي سالم باديب فهما متزوجان من آل المتبولي. والأخوال حسن وصالح وعبدالمجيد شبكشي والدتهم هي أمي خيرة حسوبية وهي عمة جدي لأمي الشيخ مصطفى حسوبة أما والده العم حسين فهو من آل الرشيدي، وخلف بيت اللاري كان بيت الرجل الأديب العم عمر أديب الأعمى ووالدة العم عمر والعم يوسف الأعمى هما أختا العم محمد نشار ولهما أخت متزوجة من آل اليافي فتحية أديبة وهي والدة الصديق الحبيب الدكتور عدنان عبدالبديع اليافي وآل أديب الأعمى أسرة رائعة من أسر جدة التجارية من أصول شامية لا يذكرون إلا ويذكر معهم حسن الخلق والأدب الجم وكنت أحب العم يوسف رحمه الله فقد كان على أدب وخفة دم لا تبارى كما كان جداوياً حتى العظم رحمه الله. أما آل اليافي فقد كانت والدتهم أي والدة العم أحمد والعم عبدالبديع وإخوانهم هي أخت من الأم لوالدة العم أحمد عبدالله باديب والد الكابتن غازي والصحفي عدنان باديب ووالدتهم من آل الطيب، أما العم أحمد اليافي فقد كان متزوجاً من ابنة خالي صالح شبكشي رحمها الله. أما آل زقر فالعم سعيد كان متزوجاً من آل درويش وهم اخوة مع آل باديب كلهم من الرضاع من جدتي فاطمة بيارية وجدتهم عيشة طربيهه ومن خلف بيت اللاري كان منزل العم أحمد ناظر رحمه الله والد السفير فؤاد ناظر وكان متزوجاً من آل الناغي وهي والدة السفير فؤاد، أما زوجته الأولى فقد كانت من آل زهران وقد أنجبت بنات تزوج بإحداهن العم محيي الدين ناظر الذي كانت والدته من آل باعراقي وقد أنجب من ابنة العم أحمد الأولى السفير هشام وشقيقاته وأشقائه، فلما توفيت تزوج بأختها فأنجبت له الدكتور ناجي والدكتور عبدالفتاح وأشقائهم وشقيقاتهم. وقد صاهر العم محيي الدين آل فايز فتزوج العم حامد فايز بالابنة الكبرى للعم محيي وأنجب منها الأخوة محمد وزهير وإخوانهم كما صاهر آل كامل وآل مليباري .. عوائل كلها مترابطة برباط الاحترام الذي يربط عوائل مكةوجدة المحترمة، ومن أهم البيوت بالطبع في حارة الشام بيت عم عثمان باعثمان وزامل مهنا وعبدالإله مهنا وبيت حماد وبيت باجبير وبيت العم علي طه نائب القائم مقام وصهر آل وسية السادة الطيبين الذين هم كانوا أيضاً من سكان حارة الشام وأخوال الزميل محمد يحيى علي طه والزميل عبدالعزيز علي طه والذين كان جدهم أحد أهم معلمي أبناء العوائل الكبيرة، وبجانب بيت العم إبراهيم بترجي كان بيت السرتي المواجه لبيت الهزازي وبيت باجسير ومواجه لبيت آل عطية المواجه لبيت خال والدي الوجيه محمد صالح محمود وبجانبه بيت البترجي (العم إبراهيم) والد العم علي وحسن وعبدالجليل وعبدالرؤوف واثنان منهم متزوجان من اخوات السفير هشام ناظر والثالث متزوج بابنة سيدي محمد صالح محمود وآل البترجي والدتهم من آل صابر وأختها متزوجة بالعم مصطفى باعشن أخ زوج عماتي عيشة وأم هاني باديب والدة علي باعشن والدكتور نبيه وأخواتهم. وأمام بيت الشريف عبدالله مهنا كانت برحة كبيرة يطل عليها بيت العم سفيان باناجه كما كان للعم حسين فايز بيت في حارة الشام مؤجر للسفارة الانجليزية أما هو فقد كان يسكن قريباً من بيت باديب في حارة المظلوم رحمه الله رحمة واسعة فقد كان آية في الخلق وحسن التعامل كنت أحس أنه جد ووالد، كذلك كان للعم محمد نور شنكار منزل في حارة الشام بالرغم أنه كان يسكن في حارة البحر وهو متزوج من آل قشلان وهي عمة زوجة العم محمد عثمان خميس وأختها متزوجة من آل أبوصفية قد أنجب من زوجته العم أحمد شنكار رحمه الله وشقيقه عبدالمجيد شنكار وهم أخوة بالرضاع مع العم أحمد بن حمد وشقيقته والأول كان متزوجاً من آل أبو زنادة ابنة الوجيه محمد صالح أبو زنادة، كما تزوج في آخر حياته من لبنان، أما العم عبدالمجيد فقد كان متزوجاً من آل أبوبكر أو كما يسميهم الناس بيت بكر وهم من أهم عوائل حارة البحر وأخوالهم من آل النشار فرع آخر غير فرع العم محمد نشار وهم فرع أبو عمر (أحمد نشار) خالهم وفرع أستاذنا المعلم الكبير عبدالوهاب نشار رحمه الله الذي كان مديراً لمدارس الفلاح، ثم إذا اتجهنا جنوباً نجد بيت العم محيي الدين ناظر وهو أخ للعم حسين ناظر الذي كان لديه دكان بجانب دكان والدي محمد باديب، والعم حسين هو أخ للعم محيي الدين ومصطفى وعبدالله وبكر ناظر ودكانه مقابل لدكان العم أحمد بغدادي رحمه الله، وكان في حارة الشام سوق للمنجدين وقصبة للهنود، كما كان يسكن بالقرب من منزل آل ذاكر الدكتور أكرم، وكان دكان الخال صالح شبكشي في السوق (شارع الضبع) وبجانبه دكان العم أديب الأعمى ودكان العم عبدالرزاق ملا وأمامهم دكان عبود باجبير ودكان عمي عبدالقادر باديب ودكان العم أحمد زاهد وهو متزوج بابنة العم عمر عبدالبديع، كما كان إلى يسارهم دكان العم إبراهيم أبو الحمايل خال العم حامد فايز وعديل عمي سالم باديب، كما كان هناك تحت المسجد دكان العم المحامي السرتي وبعد دكان والدي كان دكان العم محمد كيكي ثم باسمح ومقابله دكان الخواجة "بني"، كما كان هناك دكان العم اليغمور، وبعده بسطة العم تخته، وفي ركن شارع فيصل كان دكان العم مصطفى جعفر لقاني وهو والد زوجة عمي عبدالقادر ووالد السفير الرائع للمملكة في الأممالمتحدة جعفر لقاني وهم سادة يلتقون في نسبهم مع آل عطية، وأمامه على شارع فيصل دكان العم أبو زنادة وهو متزوج من آل رضوان أخت الأحباء يوسف ومحمد وعلي أبناء العم إبراهيم رضوان الوجيه المعروف وهو عديل للعم عمر محمود شمس وعديل باناجة ووالدتهم من آل الجمجوم. ملاحظة هامة: بحثت عن بيت باعراقي في ذاكرة من عرفتهم من الكبار فلم أعرف سوى أنهم أصهار بيت ناظر وأن والدة العم محيي الدين من آل باعراقي ثم جاءني من أحد الأخوة رمز لنفسه ب"جدة 1212" فذكر لي بأن الشيخ عمر باعراقي كان تاجر لؤلؤ وقد جاء للحجاز في زمن الأشراف ومن أولاده عبدالله باعراقي رحمه الله والشيخ عبدالله أنجب الشيخ عبدالرحمن باعراقي، وكان الشيخ عبدالرحمن تاجر عقار من أراض ومنازل وكان يملك صهاريج للمياه وكانت هناك حفرة يجمع فيها مياه الأمطار اسمها حفرة باعراقي. وقد سبق لجريدة عكاظ أن ذكرت شيئاً عنها كما ذكر بأن للشيخ عبدالله باعراقي أبناء هم حسين وعبدالرحمن وخديجة وهي التي تزوجت من آل ناظر أما أختها نورة فقد تزوجت من آل المحتسب أما الشيخ عبدالرحمن باعراقي فقد أنجب عمر الذي كان مديراً للاتصالات الخارجية في وزارة البرق والبريد والهاتف. واستكمالا لما سبق فقد دار حديث بيني وبين الوالدة حفظها الله لتزيدني من المعلومات بأن العم عبدالله ميمني هو ابن خالة العم محيي الدين ناظر أي أن والدته من آل باعراقي وزوجة العم عبدالله ميمني هي زكية حسوبة ابنة عم والد والدتي. هذا وأنا أقدم الشكر الجزيل للحبيب السفير فؤاد ناظر على ملاحظاته القيمة، كما أشكر السيد الذي رمز لنفسه ب"جدة 1212" وهو من آل باعراقي، وأسأل الله أن أتلقى من أهل جدة كل ما يجدونه من ملاحظات ومعلومات ليكتمل عقد هذه العائلة بمعلومات كاملة وموثقة لهذه المدينة وعوائلها المحترمين.