لماذا الفضيحة بالذات تحتل كل هذه المساحة من مقاطع اليوتيوب..فضيحة الفنان الفلاني فضيحة الشعب الفلاني اللاعب الفلاني.. هي ثقافة يتشرّبها المجتمع كلما احكم الطوق على نفسه من خلال خصوصيته المفرطة من دون أن يقف بتعّقل عند النقاط الحرجة التي تؤجج من هذه الرغبة التي تبحث عن أدق التفاصيل في حياة الناس للظفر بما يُذكي خيال الفضول والتشفي وحب التشويه ربما كانت عبارة (ليكون عبرة لمن يعتبر) تمثل أولى لحظات التطبع مع هذه الثقافة عندما كان معلم الفصل يضرب بعض زملائنا الطلبة أمام أعيننا ويقوم بطردهم بطريقة مفجعة لم نكن نستوعب أبعادها كثيرا..من تلك التفاصيل كنا نموّج في فناء المدرسة لنروي القصة بكل فصولها لزملائنا الآخرين ليتبع ذلك سلوكيات مشابهة نتفاعل معها على مستوى الأسرة والمجتمع. الصورة تبدو أكثر وضوحا عندما نلوك عبر جلساتنا اليومية في شؤون (خلق الله) بكل فضائحية دونما مراعاة لأي ضوابط إنسانية كانت أو دينية.. هكذا تشبعنا بهذه الثقافة التي من المؤكد أنها قد توغلت في التركيبة النفسية للحد الذي باتت فيه صفة تلتصق بالبعض قبل أسبوعين جاء هذا الخبر عبر الاقتصادية في عددها 6118.. حيث صادرت لجنة الغش التجاري في منطقة الجوف عبوات لبعض المشروبات الغازية تباع في أحد المحال التجارية في سكاكا بعد اكتشافها بأن هذه العبوات مجرد ديكور لكاميرا فوتوغرافية رأت اللجنة أن فيها انتهاك لحرية الآخرين.. قراءة هذا الخبر تختلف من زاوية لأخرى وإن كانت أهمها أنها تترجم حقيقة ما يدور عبر أروقة ألنت والبلوتوث من تعرض لأمور حساسة وعيوب خادشة من خلال التجسس والتصيد لأخطاء الآخرين التي نتفق على أنها أفعال مشينة اضطر المذنب أن يتخفى عن الناس حين ممارستها لكن أليس من الواجب أن يكون مبدأ الستر حاضرا في هكذا مواقف، المؤسف أن بعض هذه الفضائح قد يجهز على سمعة عائلات الأمر الذي يصل بالمذنب إلى حدود النقمة من نفسه ومجتمعة. هناك مساحة يجب أن يمنحها المجتمع للمخطئ خصوصا عندما يعترف بخطئه ويتوب عن فعلته، تلك النظرة التي يٌحتقر بها يجب أن نغيرها ونستعيض عنها بنظرة التسامح والقبول ولنا في قصة المرأة التي زنت ثم تابت خير دليل عندما سبّها احد الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم مهلا يا فلان فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لوسعتهم ولعل من أبشع صور الفضيحة اليوم نشر صور النساء في بعض الأعراس حيث ان بعض المستهترات سمحن لأنفسهن بان يتلاعبن بأعراض الناس بكل خسة ودناءة. بكل تأكيد المشكلة في نفوسهن المريضة وكما تقول الكاتبة بدرية البشر صورٍٍٍ نساء في فرح ليست فضيحة الفضيحة أن يٌسلب المجتمع من قدرته على حماية نفسه ومن مسؤولية كل فرد فيه على ضبط سلوكه..الفضيحة ليست صورة وجه امرأة بريئة في عرس أوسوق أومدينة العاب الفضيحة عند ترك مثل هذه التعديات على الخصوصيات دونما ضوابط وعقوبة. [email protected]