تصاب بما يشبه "الدوار" وأنت تنتقل بين هذه الفضائيات فترى ذلك التضارب العجيب بين فضائية وأخرى.. وتستمع الى لغة الحوار فيها فلا تكاد تصدق أن هذه الشخوص الذين يملأون الشاشة.. صراخاً.. اكثر منه حواراً وسباباً اكثر منه اختلافاً في الرأي انهم على درجة من العلم.. وتزداد حيرتك وانت تتوقف قليلاً امام تلك البرامج التي تفتح خطاً هاتفياً لتلقي الاتصالات من المشاهدين الذين تفاجأ بأن معظمهم من "المملكة" وهي اتصالات غاية في السخف.. لا تتخطى عن كلمة إعجاب بفنانة أو فنان. والذي يبدو لي ان هذه البرامج "المسطحة" أو "المسطحة للفكر والتي تصرف عليها الأموال الطائلة قد أدت غرضها الذي صنعت من أجله بهذا الاعراض.. وعدم الاحساس بما يحدث في فلسطين أو في غيرها من بلاد العرب والمسلمين.. فطائفة لا يستهان بها من شبابنا انصرفت خلف هذه "السيقان" الدابكة والصدور "العارية" بل وجد بعض من يشجع على ذلك مندوحة له في النيل من "قيم" واخلاقيات المجتمع.. وتلك مهانة لا يرتضيها كل سوي.. فليس هناك أجمل وأروع من الاعتدال ومن الوسطية في كل شيء. فيا أيها القائمون على هذه "الفضائيات" إن لغتكم واحدة.. ومصيركم واحد.. فلماذا هذا الصراخ وهذا التقاتل.. وهذا التسطيح بقيم الأمة.. فارحموا رؤوسنا من الدوار. وارحموا ضمائركم قبل هذا وذاك من العذاب.. والتعذيب. لان ذلك اول خطوة في طريق "التوبة" من هذا الغث الذي تطلقونه على الهواء.. وهو بلاشك يعكس عن اهوائكم مع الأسف.