انتهى مونديال 2010 بحلوه ومره وطارت الطيور بأرزاقها كان عريس تلك الليلة البهيجة فريق بلاد الثيران الهائجة الذي انتصر على فريق بلاد الأبقار المدللة وعاشت قرطبة واشبيليا ومدريد ليلةً من ليالي الوصل في الأندلس.ازدان قصر الحمراء وشوارع تلك المدن بالثريات والزهور الأندلسية والأعلام الحمراء والصفراء, كان الفريق الأسباني في الموعد هذا الفريق العنفواني الذي يمتلك جرأة وشجاعة طارق بن زياد وحنكة ودهاء عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) وهيبة وسطوة المعتمد بن عباد ولو كانت الشاعرة الأندلسية المروانية ولادة التي انشدت تقول: أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا لاستبدلته بهذا البيت : أضحى الفوز بديلاً عن هزائمنا وتدنينا وناب عن سوء طالعنا كأس به حققنا أمانينا ولو كانت ولادة بيننا أيضاً لهجرت معشوقها ابن زيدون وتعلقت وجداً ب(انيستا) ذلك الهداف صاحب القدم والرأس الذهبية ولهامت به شغفاً وحبا ولنظمت فيه عشرات الدواوين من شعرها بالحب والهيام ولو كان بيننا الأديب الأندلسي ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد لصاغ عقداً جديداً مطعماً باللآلئ والياقوت .. عقداً دانته انيستا ولأرسل الفقيه ابن حزم برقية تهنئةٍ مستوحياً كلماتها من كتابه ( طوق الحمامة) من فرط عشقه واعجابه بهذا الجيل الرياضي من اللاعبين الذين حققوا مالم يحققه أسلافهم من ذي قبل كان الفريق الأسباني يعزف سمفونيةً مصاحبة لرقصة الفلمنجو في أرض الملعب. ولقد أفرطت الأبقار المدللة والمرقطة في دلالها ولكن حكم المباراة حمر عينه وأشهر لها بطاقاته الملونة الصفراء والحمراء وهي بالمناسبة شعار الفريق الأسباني بطل العالم الذي تجري في عروقه دماء تسبح في خلاياها جينات زعماء الخلافة المروانية وأمرائها في ذلك العصر الذهبي من سجل العرب الحافل بالأحداث التاريخية المذهلة وكأني بالطائرة الميمونة وهي تهبط في مطار مدريد بقيادة الكابتن عباس بن فرناس ويقف على رأس مستقبليها الخليفة عبدالرحمن الناصر وأمراء الطوائف وهو يطوق اللاعبين بعقود الياسمين تلك الزهرة الأندلسية الناعمة ذات الشذى الفواح ألف مبروووك للفريق الأسباني وهاردلك للوصيف الهولندي فريق بلاد الأبقار المدللة . وقفة قال الشاعر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب: جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ