إذا كان أبو الطيب المتنبي قال فيما قال: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام فالمعنى هنا يعني المثقف أو المثقفين.. وقد عجبت من بعض البرامج العربية المجاورة في التلفاز أنهم يشركون المثقفين في الهموم الوطنية كي يصلحوا معوجها ولم يتعبروا أن ذلك أمرٌ سياسي. نحن نريد من الآخر أن يساوينا مواطنة وأموراً والتزاما. وهذا يعني دكاً للهم الثقافي وإزالة لإثارة. وهناك شؤون أخرى تلزم المثقف والكاتب أن يدلي بدلوه فيها كالإصلاح والمشاركة والملازمة الأمر الذي يجعله مثقفاً وطنياً وإنساناً صالحاً. إن الهم الثقافي يكمن في ذات اليد والفعل المادي الذين كم يخسران المثقف من ماله ومآله وأمله وألمه بحيث تزيد همه همومٌ أخرى في شؤون الحياة والسلوكيات اليومية والأمور الأخرى. وهناك في الأجواء الاخرى تكون الثقافة ذات مقدار والأدب ذا شأن والكتابة لها شأنها، ذلك أن القوم يدركون قيمة هذه الثقافة والكتابة والأدب ولم يقولوا عن ذلك أنه يثير الشجن أو يغري بالأمل ولكنهم يقيسون بذلك على أن لاتدخل للأديب في السياسة. ومن ثم فإن الثقافي هو همزة الوصل بين الأديب والسياسي والسياسي هو النموذج الأولى بالإدارة والوزارة ولايعني أن ذلك يمتهن المثقف أو يذله ولكن المعنى هنا هو الخير في المثقف والسياسي والاديب معاً أو جميعاً الامر الذي يحلو للمتلقي أن يهتم بدور المثقف في المجتمع والأديب في الشعب والسياسي على الأمة. إذ إن زمرة من المثقفين أصبحوا وزراء في مختلف دول العلام بما فيه عالمنا العربي والإسلامي ونعد منهم غازي القصيبي وإياد مدني وحسن اللوزي وعبد العزيز المقالح وأحمد الطالب الإبراهيمي وصاحب كتاب نشأة الباكستان الذي كان وزيراً للخارجية فيها. وهذا يعني تقديراً و تبجيلاً للثقافة في شخص ممثليها الأمر الذي جعلها ذات مرجع للمسؤولين في انتقاء أبرز روادها. إذاً نعود إلى الهم الثقافي لنقول إنه قد أنكسر وطاح به اصحاب الفكر والأدب والثقافة الذين وصلوا إلى سدة المسؤولية في العالم والله ولي التوفيق.