لاينبغي لأمانة جدة ان تحصر اهتمامها كله بسيل شرق الخط السريع، لان اي جزء من جدة، مهدد بالغرق، فالتغير المناخي شمل كل العالم، وليس محصورا فوق منطقة شرق الخط السريع.وقد غرقت مناطق كثيرة، في قلب جدة، في السيل الاخير، وغرقت جامعة الملك عبدالعزيز، وكلف غرقها اكثر من مليار ريال، ويقال: ان اول ما غرق بالجامعة، معهد ابحاث المياه.وغرقت منذ سنوات بعيدة، فلل مشروع الامير فواز، على طريق مكة السريع، بنفس ماحدث شرق الخط السريع، ولكن لم تحدث حينها وفيات ، ولا تهويل في الصحافة، ولاصور في الشبكة العنكبوتية، فجاء الحل ، ليس بهدم هذه الفلل، ولكن بعمل قنوات صغيرة لتصريف السيول، نفذت بسرعة وكفاءة، فلم تتكرر المشكلة الى اليوم. والخطر في نظري اعظم على سواحل جدة، منه على شرق جدة، لان منسوب ماء البحر، يرتفع في كل سنة، وقد يعود البحر الى السبخات المردومة في جدة.وذكر عبدالقدوس الانصاري في موسوعة تاريخ جدة: ان المنطقة القديمة في جدة،كانت سبخة في الزمن الماضي،، ثم ردمت هذه المنطقة بإشراف مهندسين ايطاليين، وكان البحر يلامس في الشتاء، شارع الملك عبدالعزيز، وجدار مبنى وزارة الخارجية (انتهى). كما ردمت في العقود الثلاثة الاخيرة اجزاء من شواطىء جدة، وبعرض يتراوح بين كيلو متر إلى ثلاثة كيلومترات.ولا ننسى أن شواطىء البحر الأحمر تتأثر بحركة أرضية مستمرة، وقد حدث بجدة زلزال سنة 1967م، لا يتذكره معظم سكانها الحاليين. على الامانه، ان تخطط لكل الاحتمالات، وتستمع لكل اصحاب الخبرات، وعليها ألا تتأثر بتهويل الصحفيين، ولا الهواة العنكبوتيين، ولا تعتمد كليا على نصائح الاكاديميين، وفي نظري ان مستقبل جدة، في شرق جدة، وإذا نفذت توجيهات خادم الحرمين الشريفين، فستصبح منطقة شرق جدة، اجمل منطقة فيها، لنقاوة جوها، وانخفاض الرطوبة فيها، كما انها اكثر تحصينا بالجبال، ضد الزلازل. ولا ننسى ان ارتفاع السيل في بعض مناطق شرق جدة، مثل مخطط أم الخير، كان بسبب السد القديم، الذي اقيم لحماية الخط السريع، ولم تكن به فتحات سالكة للتصريف، ولما قام المواطنون في اليوم الثاني للسيل، بفتح هذه الفتحات، غاضت المياه في لمح البصر. ان هناك مواطنين كثيرين، دفعوا شقاء عمرهم، في مباني نظامية مصرحة، في مخططات نظامية منسقة، ونحن الآن في فترة ارتفاع فاحش في اراضي البناء، وارتفاع غير مسبوق في اسعار الحديد والاسمنت والبلوك، وسيسبب لهم، تهديد البلديات بهدم بيوتهم وعمائرهم، كارثة اعظم من كارثة السيل.