ذهب بي إلى سوق "الحساوية" في المقيبرة بالرياض وألبسني ثوباً جديداً ونعالاً جلدية من سوق "الخراريز" ثم ذهبنا معًا إلى قريب لنا يعمل في مزرعة البطيحاء وتعشينا عنده ثم سافر والدي وكنت جالساً ذات يوم في دكان عمي أفكر في أهلي وفي زاهرة محبوبتي - كنت أعمل في الدكان - فقد رفضت أن أقيم في بيت الرجل دون عمل وبينما كنت كذلك إذا بأحد أولاده وكان في سني قد دخل الدكان واتجه إلى صندوق التجوري يريد أن يأخذ ما به من النقود فقلت له: - دع النقود من فضلك وعندما يعود والدك خذ ما تشاء فهذه النقود أمانة عندي! - قال بِتَكَبُّر وتعالٍ: "هالحين" أنت خادم عندنا وتمنعني من أخذ فلوس أبي أبغي آخذ اللي أريده غصب عن خشمك يا صبي يا حقير؟! - لا يمكن أن تأخذ هللةً واحدةً قبل أن يأتي الوالد ويسمح لك وهذه أمانة عندي لوالدك. - أقول آخذ غصب.. انقلع من وجهي! ووقفت أمام "الجارور" لأحول دونه ودون النقود فإذا به يتناول العقال من على رأسه ويبدأ في ضربي بكل قوته ولم أكذب خبراً فتناولت العقال منه وضربته حتى لم يعد يستطيع الحراك. - وغادرت الدكان ودمعتي في عيني، لقد عيرني بأنني صبي وخادم ويشهد الله أنني لم أكن كذلك في يوم من الأيام ولكنها الظروف والحاجة التي تدوس الكرام بلا رحمة وبلا هوادة!