ثمة أمور وثيقة الصلة برمضان (أيام زمان) لا يمكن أن تُمحى من ذاكرتي.. أقف متأملاً ومسترجعاً إياها مع حلول كل رمضان جديد.. الأولى صوت المؤذن ابن ماجد.. والذي أحسنت إذاعة القرآن الكريم بأن تذيع آذان الظهر حسب توقيت مدينة الرياض يومياً بصوته المؤثر رحمه الله.. وقد تعودت في رمضان أيام زمان أنا ومن معي من أطفال المنزل (بإيحاء من الأهل) وقبل أذان المغرب بقليل.. تعودت الخروج من المنزل (في المعيقلية) لأستمع لابن ماجد عندما يؤذن.. وكيف كنا نجري (نحن الأطفال) لإخبار الأهل بأن ابن ماجد قد أذن (تراه أذن) أو اننا سمعنا صوت المدفع.. ليبدأ الكبار (ونحن معهم) الإفطار.. والذكرى الثانية (سكيك) وأزقة أيام زمان ضعيفة الإضاءة وكيف كنا نضيئها لعباً ولهوا ب طاش ماطاش أمام الدكان الوحيد في الحارة أو نكتفي بلعب (عظيم سرا) إن لم نكن نملك قيمة الكولا ورهان طاش ماطاش المقبوضة.. لندفعها لليماني صاحب الدكان قبل اللعب.. ولكثرة لعبنا طاش ماطاش تجد الأرضية الترابية المحيطة (بالدكان) قد امتلأت بأغطية الكولا (القموره) التي يكون بعضها قد غاص في الأرض المحيطة (بالدكان) وقد اختفت معالم تلك الأغطية لكثرة الدهس عليها بالأقدام.. وفي حالات كثيرة ينتهي لعب طاش ماطاش بالمضاربة بين صبية الحي.. والأمر الثالث والوثيق الصلة بالصوم هي أطعمة أيام زمان.. التي أجد هذه الأيام رائحتها فقط تفوح من المطبخ قبل أذان المغرب تتقدمها السنبوسك.. والتي كنت أفضل التي كنا نشتريها أيام زمان من (ابو حسن في المقيبرة) بعد العصر وقبل أذان ابن ماجد بقليل.. أما الحلى فقد كان شعيرية أو تطلي أو ماصية يقمن نساء المنزل بإعداده.. ولا أنسى قوارير (ريح الموز) الصغيرة والأنيقة.. وبمناسبة الحديث عن الحلى أشعر أحياناً أن الدونات الأمريكية سُرقت فكرتها من (اللقيمات) المحلية.. مع فارق وحيد وهو ان طعم اللقيمات (شختك بختك) إما يضاهي بل يتفوق على الدونات لذةً وجودة.. أو يكون مجرد (درادم) عجين مقلي ومُشبع بالزيت والسُكر.. ولعل من يسكنه حب الماضي مثلي يتذكر أن لقيمات أيام زمان كنا نأكلها من غير أن يُضاف إليها السكر في مكوناتها.. شأنها شأن (المراصيع) التي أصبح يضاف إليها السكر أيضا هذه الأيام.. هذا إن تمكن نساء هذه الأيام من إعدادها تلبية لرغبة من يحب أيام زمان وأكلات رمضان أيام زمان مثلي.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.