بعض الأخوة يبرنا بإرسال مايصدر عن فئات من اخواننا في هذا الوطن تتورط باستمرار في الافتاء، وهي غير مؤهلة له، لا لأنها غير متخصصة فيه اكاديمياً حسب اصول التعليم الحديث، فالعلم الديني من حق كل مسلم أن يطلبه، بل إن بعضه كما نعلم فرض عين على كل مسلم، ولكن الافتاء في الأصل لا يكون إلا من مجتهد،ومثله بين المنتسبين لعلم الدين اليوم أندر من الكبريت الأحمر كما يقولون، ومن هؤلاء المتورطين ثمانية عشر طبيباً وقعوا على بيان أرسله إلينا من يرنا بتفاوى أمثال هؤلاء، يستنكرون أن تنشر الصحف اختلافاً في مسألة فرعية فقهية هي تواجد الرجال مع النساء في مكان واحد سواء أكان ذلك للعمل أو لتلقي العلم، وطالبوا في بيانهم بعزل الرجال عن النساء خاصة في المستشفيات، وكأني بهم يدعون إلى مستشفيات للرجال وأخرى للنساء، كما هي ادوار البرج الذي أراد بعضهم أن يبنى بعد أن يهدم المسجد الحرام، فتخصص بعض أدواره للنساء والأخرى للرجال، ويستشهدون لما دعوه أضراراً لهذا الاجتماع "الاختلاط في عرفهم" بأقوال غربيين يعود بعضها إلى قرن مضى، ويزعمون أن اصحابها يدعون إلى فصل الرجال من النساء في كل موقع ، وخاصة في المستشفيات، يروون عن كاتبة منهم أنها تقول: لأن تشتغل بناتنا في البيوت "خوادم" خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، ثم يزعمون أن كل مايجري من اجهاض أو حمل خارج نطاق الزواج، أو اغتصاب إنما مرجعه في نظره إلى الاختلاط، في تخبط لامثيل له، وحتماً لم يقدهم إليه العلم الذي تخصصوا فيه، وهم ممن مارسوا هذا الاختلاط أثناء دراستهم، وبعدها وهم يعملون في العيادات والمستشفيات، ولم يقدهم ذلك إلى معصية، إلا أن يقولوا إنهم انحرفوا بسبب هذا الاختلاط، ومارسوا شيئا مما انتج ما اشاروا إليه، وجعلوه ثمرة للاختلاط، ومن خلال ماكتبوا علم كل من قرأ منشورهم أن ليس لهم صلة اصلاً بأحكام الشرع سوى الادعاء، وترديد عبارات يرددها البعض دون وعي، وإنه لما يحزن له أن يكون هذا تفكير بعض اطبائنا، وأين الذين كلما أبدى كاتب رأيه في مسألة دينية رفعوا عقيرتهم بإتهامه بعدم الاختصاص، مع علمهم أن التخصص الاكاديمي لم يحظ به كبار علمائنا، وإنما اخذوا علمهم على أيدي مشايخهم في بعض العلوم، ثم واصلوا التحصيل بأنفسهم، واليوم يرتضون من هؤلاء الفتوى وهم ليسوا من أهلها لمجرد أنهم يؤيدون ما يقولون، أفلا يخجلون من هذا التناقض فيرتدعون، هو مانرجوه والله ولي التوفيق. ص.ب 35485جدة 21488 فاكس: 640704