عذرًا أيها المربون آباء وأمهات ومعلمين نحن الأسباب في كل ما يحدث لأبنائنا ويقعون في مستنقعه من الأمراض الاجتماعية والانحرافات السلوكية والفكرية، بعدنا عنهم والسماح لغير المؤهلين تربوياً بالقرب منهم أكثر منا، وكذلك تركهم للإنترنت وما يحتويه من الكثير من المواقع الهدامة دون رقابة خاصة المراهقين منهم، فالمشاكل التي يقع فيها الشباب من أبنائنا نحن من يدفعهم إليها دون قصد منا ثم نلومهم بعد وقوع الفأس في الرأس، وكان من المفترض أن نلوم أنفسنا ونحاسبها قبل أن نلومهم، أولادنا الحاضر والمستقبل بل الشباب بمجمله قضية عمرنا وحلم وأمل حياتنا يحتاجون لوجودنا الدائم معهم لفهم حاجاتهم وإشباعها ومعرفة مشاكلهم واحتوائها، فالمشكلة الصغيرة في نظرنا كالجبل في نظرهم وحضورنا الكبير مع تطبيق ثقافة الحوار الحضاري معهم يحميهم من الأفكار الضالة والانحراف وعلى العكس منه غياب الحوار الحضاري الذي يخلق ثقافة العنف، وجودنا معهم يجعلنا نسمو بغرائزهم المولودة معهم ونوجهها وجهة الخير فيستفيدون من إيجابياتها ويتخلصون باقتناع من سلبياتها حيث لا يمكن قهرها أو إلغاؤها أو بترها لمخالفة الطبيعة البشرية كما يؤكده المتخصصون، وبما أن التربية ترتبط بجميع مراحل العمر التي يمر بها الإنسان فلا يجب مطلقاً البعد عنهم صغاراً كانوا أو كباراً ومهما كانت الظروف، هذا هو قدرنا.. التربية عملية صعبة فالخطأ البسيط فيها دمار والمسؤولية كلها تقع علينا جميعاً بدءًا بالأسر وانتهاء بكل مؤسسات المجتمع خاصة الإعلام بأنواعه والدور الهام الذي يلعبه في التأثير على عقول أبنائنا خيراً كان أم شراً. واسمحوا لي كتربوية ومن خلال متابعاتي لكل ما يستجد في التربية والتعليم وأيضاً كأم أقول: عذراً فالأسباب نحن. أنيسة الشريف مكي - الخبر ومن يعترف بتقصيره ؟! قرأت أن اللاعب الانجليزي «هيرست» اعترف مؤخرا بأن هدفه الذي سجله في مونديال كأس العالم عام 1966م في مرمى ألمانيا كان غير صحيح إذ إن الكرة لم تدخل المرمى بكاملها إلا أن حكم الخط عزز رأي حكم الساحة بصحة الهدف جاء الاعتراف بعد 44 سنة!! بعيد انتهاء قراءتي لهذه القصة قلت: يا اااه إنها صحوة الضمير؟ وإن كانت متأخرة إلا أن ضميره صحا رغم فرحة ملايين الإنجليز وتسلم فريقهم لكأس العالم من يد الملكة ، ترى كم قصة لدينا فيها من الظلم؟ من ظلم الأزواج لبعضهم بعضا من ظلم الآباء لأبنائهم وظلم الأبناء لآبائهم ، من ظلم الكفيل لعماله وأكله جهدهم وعرقهم والاكتفاء برمي الفتات لهم، هذا إن أعطاهم حقوقهم وفي السُّنّة «اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، وكذلك ظلم الرئيس لمرؤوسيه وتعطيل الترقيات من ظلم المعلم لطلابه وتقاعسه عن أداء مهامه من ظلم الموظف لمراجعي دائرته وظلم الجار لجيرانه وظلم الأبناء لوطنهم بتنكرهم لأفضاله وانسياقهم خلف الفكر المنحرف حقيقة صور وأشكال متعددة ومتنوعة من الظلم لا يمكن لي حصرها إلا أن الضمائر في صور هذا الظلم التي أعرضها مازلت أراها نائمة مستريحة مغترة بطول العمر والصحة ترى هل فكر من أوقع ظلمه على الآخرين أن يصحو قبل فوات الوقت وأن يطلب السماح ممن ظلمهم ؟ كظلم من أكل حقوق الناس في الديون ثم يماطل بهضم حقوقهم أو نكرانها، ومن ظلم الناس بقيامه بالتحالف مع الشيطان بعمل أعمال من أعمال السحر بدافع الانتقام أو الحسد والحقد ليخرب بيوتا ويفرق أسرا ويعطل قدرات بعد أن باع دينه فهل فكر الظالم قبيل ساعة الموت أن يتوب ويكفر عن إثمه ويصحو ضميره كما صحا ضمير «هيرست» فالظلم عاقبته وخيمة وعلى الظالم ستدور الدوائر يوما ما !. محمد إبراهيم فايع - أبها معلمو الإعلانات انتشرت في الآونة الأخيرة منشورات وإعلانات بعنوان: معلمون لجميع المراحل، تم وضعها على أبواب الشقق وواجهات المباني وفي كل مكان نتوقعه ، ولعلنا ندرك خطورة هذه الظاهرة على أبنائنا وبناتنا في التعليم العام ولكن وللأسف الشديد إن الخطورة تكمن في هذه الفئة من الناس التي أطلقت على نفسها (معلمون) وما الذي يضمن إذا كانوا كذلك ، بصراحة هذا الموضوع شدني كثيراً لما له من مردود في المرحلة التعليمية وهناك الكثيرون من أولياء الأمور تشدّهم هذه الإعلانات فيقومون بالاتصال عن طريق الهواتف المحددة في الإعلانات وأولياء الأمور يهدفون من وراء ذلك تقوية علمية في بعض المواد العلمية لأبنائهم ، أسأل نفسي هل هؤلاء المعلمون لديهم رخص لمزاولة هذه المهنة الهامة في حياتنا أم هم عشوائيون.. ثمة أسئلة مطروحة أمامي ولكن هذا الموضوع ورغم أهميته يصبح عشوائياً مما جعل معظم العمالة الوافدة يستغلون مثل هذه الأمور . قبل عامين أجبرني ابني الذي يدرس في الثانوي على الاستعانة بمدرس خصوصي في مواد علمية ورغم معرفتي بأن هذا خطأ ومخالفة إلا أنني وافقت على طلبه وبدوره اتصل بأحد الهواتف الموجودة خارج الشقة فرد عليه رجل من جنسية عربية وقبل أن يحضر ويتم الاتفاق طلب مني ألفي ريال لتدريس المقرر لمادة واحدة خلال ثلاثة أيام ووافقت على التّو لأن هذه هي رغبة ابني وبعد انتهاء الوقت المحدد. سألت ابني ماذا استفدت ؟.. فقال: لقد خسرت كل ما تعلمته سابقاً من مدرس المادة وإن هذا المعلم لا يفقه شيئا، ولحسن الحظ جلست مع ما أسميته بمدرس الإعلانات وسألته هل مهنة تدريس الدروس الخصوصية أخذها بشهادة تربوية أم مجرد تغطية فراغ وكانت إجابته هي الثانية ويحمل بكالوريوس لغة عربية ويعمل في إحدى المؤسسات الخاصة محاسباً، للأسف الشديد إنه لا يملك النظامية أن يطلق على نفسه معلماً لكافة المراحل ولجميع المواد لكن استغل فرصة غياب الرقابة لتزويد دخله عن طريق هذا الموضوع، وإنني من هنا أهمس في إذن كل مدير إدارة تربوية بتخصيص حصص تقوية للطلاب والطالبات في نفس المدارس حتى لا يقع أبناؤنا وبناتنا في خطر. يحيى علي أبوطالب – جدة