أصبحت العديد من برامج الدعاة والمشايخ في القنوات الفضائية وبعض المحطات الإذاعية مجرد وسيلة للتكسب بالدين بعد أن وصلت أجور بعض شيوخ الفضائيات إلى أرقام فلكية تجاوزت أجور نجوم الفن والرياضة. ومع تعدد القنوات الدينية وتنافسها على الحصة الإعلانية، وفي محاولة منها لجذب أكبر عدد من المشاهدين ظهرت بعض الفتاوى الغريبة من قبل بعض المتشيخين الذين لا يجيدون الحديث في المسائل الفقهية والشرعية. ومن أكثر الفتاوى المثيرة للجدل التي ظهرت أخيراً، فتوى اقترح فيها أحد المشايخ هدم المسجد الحرام وإعادة بنائه، للفصل بين الرجال والنساء فيه، لحل مشكلة الاختلاط، إضافة لفتوى تجيز إرضاع الكبير منعاً للخلوة بين الموظف والموظفة في أماكن العمل، إضافة لبعض الفتاوى الغريبة مثل جواز ترقيع غشاء البكارة وغيرها من الفتاوى التي أحدثت ردود فعل غاضبة في الشارع المسلم. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد العزيز آل سعود أول من فطن لخطورة الفوضى الدينية التي تسببت فيها قلة من الفضائيات الدينية الغير مسئولة، وشدّد على ضرورة تنظيم الفتاوى، وأصدر أمراً ملكياً بقصر الفتوى على هيئة العلماء التي يعين أعضاؤها ال20، ليضع حداً لمثل هذه الفتاوى التي تنتقص من عظمة الإسلام وقدره، والتي تزايدت حدتها في الآونة الأخيرة، وأثارت قدراً كبيراً من البلبلة وإثارة الرأي العام. وقد عبّر الكثير من الشباب العربي والسعودي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن استيائهم الشديد من تزايد الفتاوى الغريبة المثيرة للجدل رافضين السماح لغير العلماء وكبار المشايخ بالتحدث في الأمور الدينية عبر الفضائيات والبرامج الإذاعية. في البداية وصف الناشط محمد عبادة بعض الفتاوى التي يصدرها غير الملمين بالأمور الدينية ب «الفتاوى التهريجية»، مؤكداً أن هذه الفتاوى ، هي السبب الأول لكره الناس وخوفهم من الشريعة الإسلامية بدلاً من أن تكون البرامج والقنوات الدينية وسيلة لنشر الإسلام وقيمه واستقطاب غير المسلمين إليه. وحذر «Khaled Rashdan « من خطورة تلك الفتاوى الغير مسئولة على العقيدة مشيراً إلى أنها قد تتسبب في تدمير جيل من الشباب يرون فيها أنها منابر للدعوة والإرشاد إلى الله نظراً لقلة وعيهم بالأمور الدينية. أما «Dr. M Al-Abdullatif » فأشار إلى حادثة وقعت مؤخراً في المملكة عندما اتصل شاب يسمى فادي بأحد البرامج شاكياً من زوجته وبدلاً من أن يحاول الشيخ الإصلاح بينه وبين زوجه تسبب في الطلاق بين الزوجين، وانتقد مثل هؤلاء الشيوخ بشدة وتساءل: من أطلق عليه لقب شيخ؟ هل كل من هب ودب وربى لحية أصبح شيخا؟ وقال حاتم زكي: كنت أتمنى أن أرى الشيوخ تقود في معارك القتال أمام العدو بدلاً من شيوخ على الفضائيات يتكلمون على الختان وبعض الأمور التافهة. ودعا «عصام مدير» شيوخ الفضائيات للرجوع لحلقات المساجد والابتعاد عن أضواء الاستيديو التي جعلت الكثير منهم يفقد مصداقيته للبحث عن مكسب مادي زائف. بينما طالب «سعود بن عبد العزيز» باتخاذ كل ما يلزم لإعادة الانضباط لعملية الإفتاء وقال: لازم تنظيم للفتاوى مو كل من هب ودب يفتي هذا يحلل وهذا يحرم. وقال بلال الدرعان: قرار تنظيم الفتوى فرحنا به أيام إصداره اعتقاداً منّا أنه سيسكت المستشيخين.. لكن القرار لم يثمر حتى الآن! وتعجب حسين بن مسعد من بعض الفتاوى الغريبة التي صدرت من بعض من يدعون العلم بالإسلام وقال: ماذا بعد تحليل زواج الوناسة، وإرضاع الكبير، وإجازة الاختلاط والغناء. ودعا «abbass braham» شيوخ الفضائيات للتوقف عن الوعظ في الأخلاق. وقال: هم غالباً صنّاع أموال من القنوات الدينية ومن الحروب المقدسة وتشريع الطغيان أو بيع الفتاوى.