كثرت الفتاوى.. واصبح (كل من ايده له).. وكل واحد يفتي بعلم وبغير علم.. لسبب وبغير سبب يختلق الفتاوى التي تسبب خلافات شديدة في المجتمع.. فمنهم من يفتي في الاختلاط.. وآخر في رياضة البنات.. وآخر في ارضاع الكبار.. وايضا فتاوى في السماح بفتح المحلات التجارية وقت الصلاة.. ثم فتوى في عدم الحاجة الى الصلاة في المساجد وآخرون يفتون في قيادة المرأة للسيارة.. وفتوى بمزاولة المرأة للرياضة واخرى بإجازة السماع للاغاني.. وقد اصبح المجتمع لا يعرف من يصدق.. لان المفتين كثر بعلم وبغير علم.. فتاوى بتدريس المعلمات للبنين.. والعجيب انهم ليسوا من هيئة كبار العلماء او من اللجنة الدائمة للافتاء التي يثق فيها العامة والمثقف. لقد احدثت تلك الفتاوى انشقاقاً كبيراً في المجتمع واصبح هناك اخذ ورد واختلط كما يقال (الحابل بالنابل) واصبح عامة الناس في حيرة شديدة من امرهم لا يعرفون من يصدقون بل حتى المثقفون اصبحوا في حيرة وشك. وهناك ايضا (فوضى) من الفتاوى في الفضائيات المختلفة وذلك في عصرنا الحاضر.. مع ان المفتين كانوا يتورعون عن الادلاء برأي دون دليل من الكتاب والسنة حتى في ابسط الامور والقضايا ولكن الحال قد تبدل واصبح يقوم بهذه المهمة الخطيرة والعظيمة والتي يترتب عليها انتهاك للمحرمات اناس لا علم لهم. لقد اصبح لدى الكثير من الناس الجرأة على الافتاء في امور الدين بغير علم وذلك من اجل تحقيق مكاسب مادية قد تزج بهم في النار.. لانهم قد يقعون في شيء محظور.. فيحللون حراماً او يحرمون حلالاً وقد خاب من افترى.. والناس في المملكة ما كانوا يتجرأون على الخلافات.. وما كان احد يخالف المفتي العام في فتوى عامة.. الآن كثرت التجرؤات على الفتوى واصبح هذا الزمان زمن الفتاوى الغريبة. اننا بحاجة ان نوحد الكلمة وان نبتعد عما يفرق ويزرع الفتن والضغائن ويجب الا يخرج كل من هب ودب ويفتي.. حتى ان الاعمدة الصحفية اصبحت مخصصة للفتاوى. كبار العلماء هم من يجب طاعتهم واعطاؤهم حق الافتاء لانهم من درس العلم الشرعي وقضى كل حياته في القراءة والدراسة ومجالسة العلماء الربانيين كالشيخ بن باز وابن عثيمين يرحمهما الله والدراسة على هؤلاء العلماء الربانيين ولذا فإنه يحتاج ضبط الفتوى.. ويجب على العلماء وضع معايير معينة ودقيقة لاختيار من له حق الفتوى. اردت الكتابة عن هذا الموضوع من اجل مصلحة المجتمع نظرا للاخذ والعطاء واختلاف المواطنين على قبول او رفض هذه الفتاوى نظرا لعدم ثقتهم في بعضها.. ونحن في وطن واحد ويجب ان نتكاتف ونتعاون لما فيه خير الامة وصلاحها وان نترك الفتاوى للمفتي وللجنة الافتاء العامة التي صدر قرار من ولي الامر بأن تكون الفتاوى من اختصاصها. حمى الله هذا الوطن من كل سوء وجمع الله شمله تحت راية الاسلام. حكمة: أكبر خيانة ان يخون الانسان خالقه.. وذلك بأن يفتي بدون علم.