إن قضية العبث بالأمن في هذا الوطن، أيّاً كان مصدرها، وأيّاً كانت المبررات لفعلها، خط أحمر يجب أن يواجه الجميع بحزم هذا العبث، بل ويجب أن نتخذ الاحتياطات لئلا يحدث أصلاً، فما أن تنتشر الفوضى في مجتمع إلاّ وتصاعدت معاناته إلى الحد الذي تراق فيه الدماء، وتنتهك فيه الأعراض، ويعتدي على الممتلكات وصنوف الأموال، وتصبح الحياة شبه مستحيلة، والتجارب الإنسانية من حولنا تحذرنا مثل هذا، وماحدث أول مرة من حريق لخيمة في نادي الجوف، وأسفر التحقيق فيه عن مالم يقنع الكثيرين، أعقبه هذا الحريق الذي أتى على النادي كله، ولم يبق شيئاً من محتوياته، ويسبقه كما نشرت الصحف تهديد لرئيس النادي بالقتل، وهذا كله يشير إلى وجود عابثين بأمن هذا الوطن عن عمد وسبق اصرار، ولن يرتعدوا إلا أن توقع عليه أقسى العقوبات ويشهر بهم، حتى يرتدعوا عن تكرار مثل هذا الفعل، ويحذر غيرهم الوقوع فيه، مع متابعة واعية لجذور هذه الفتنة الفكرية حتى يقضى عليها في مهدها، وهذا الحدث إنّ مرّ دون الوصول إلى الجناة ومحاكمتهم علناً، ليعلم كل الناس سوء ما دفعهم إلى هذا الجرم القبيح، فلا يظن أحد أن الأمر سيقتصر على هذه المؤسسة الثقافية، فلعله سيتجاوزها إلى كل منشآة ثقافية، ثم إلى المنشآت الحكومية الأخرى، فالفرد إذا انعقد قلبه على كراهية الآخرين لسوء ظنه فيهم وأنهم يخالفون الحق ولو كان واهماً، خاصة إذا كان صغيراً في السن، ضئيل العلم متحمساً، ووجد من يحرضه عليم بتنظير غير مسؤول، وفتاوى متعجلة متسرعة لا ترعى للشرع دليلاً ولامقصداً، أنطلق عنفوانه نحو هذا العنف الأعمى المشتت لقوى هذا المجتمع الطيب، وتهوين روابطه ، وكسر طوق وحدته الوطنية، فكانت نتائج ذلك كارثية، وماضى هذا اللون من العنف في بلادنا يحذرنا أن نغفل عن تجدده بمثل هذه الحادثة واشبابها بما يغري العابثين بأمن وطننا أن ينشطوا ويحددوا الفرص ملائمة لهم عندما تشاع الفوضى فيه بمثل هذه الحوادث فهل نحن مدركون لهذا الخطر ومواجهوه؟ هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043