السؤال الملح الذي يشغلني عند حضوري لأية مناسبة فرح هو لماذا هذا – الوجوم – الذي يحيط بالمدعويين والداعين ايضاً؟، وكأن هذه الليلة فقط لتناول العشاء والانفضاض ولا مانع من ان يصاحب ذلك تلك الموسيقى المزعجة التي تصدح او بالأصح "تصرخ" فلا تكاد تسمع من هو بجانبك، وينتهي كل ذلك بعقد القران او تناول العشاء ثم يبقى أهل الفرح يتبادلون النظرات حيث يموت كل شيء حولهم في انتظار انتهاء "النساء" من تناول العشاء. اقول يشغلني السؤال لماذا تحولت "أفراحنا" الى روتين ممل فلا نكاد نشعر بها فرحاً كما كان في الزمن الماضي حيث تتحول مناسبة "الفرح" الى "مهرجان" ممتد احيانا الى اسبوع، ويوم الفرح تجد من يلعب "البلوت" أو "الكيرم" أو "الضومنة"، وفي آخر الليل تجد أحد الفنانين يصدح بفرقته وهناك من يحرص على ان يقام في "العصر" لعبة "المزمار" أو الزير تذكرت هذا وانا احضر زفاف احدى حفيدات العزيز يوسف حيدري الذي اعادني الى تلك الايام الخوالي ويوسف هو ما تصالح على تسميته بملك التمور. ان افراحنا هذه الايام لابد من اعادة معنى كلمة "فرح" اليها وان نخرجها من حالة الجمود أو حتى "الوجوم" الذي يتلبس البعض ان لم أقل الكل حيث تراهم متحلقين حول طاولات الطعام دون ان يتبادلوا الحديث وترى البعض يسترق النظر الى ساعة معصمه كأنه يستعجل الوقت ، وتراه يدور بنظراته في كل الاتجاهات باحثاً عن مخرج للهروب منه مكتفياً بتقديم التهاني لأهل العروسين. أين تلك الليالي المليئة بالفرح وأين ما يسمى "بالصبحية"؟ لقد اختزل "الفرح" في ساعات من ليلة؟ هل اصبحت "الافراح" واجباً لا يحمل في تضاعيفه أي معنى "للفرح" أم ماذا؟.